ڤەکولینێن عەرەبی

الجدل والمجادلين في القرآن الكريم

الجدل والمجادلين في القرآن الكريم

نڤێسەر:
ئیمێل: -

أبحاث في ظل القرآن الجدل والمجادلين في القرآن الكريم صالح شيخو الهسنياني المقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعل آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: (1) معنى الجدل: - الجدل في اللغة: (المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة. مأخوذ من:"جدلت الحبل". إذا فَتلتَه وأحكمت فتلَه، فإن كل واحد من المتجادلين يحاول أن يَفتل صاحبه ويجدِلَه بقوة وإحكام رأيه الذي يراه).(1) -وقيل إنه:(طريقة في المناقشة والاستدلال، وجادله: ناقشه وخاصمه).(2) -وفي مختار الصحاح:(جادله) خاصمه (مجادلة) و(جدالا) والاسم (الجدل) وهو شدة الخصومة.(3) -وفي المصباح المنير:(جدالا:إذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب).(4) -أما علم الجدل فقد عرفه بعض العلماء –كما يقول الأستاذ(طه جابر العلواني)-بأنه: علم يقتدر على حفظ أي وضع يراد ولو باطلا وهدم أي وضع يراد ولو حقا.(5) ويضيف العلواني بعد إيراد هذا التعريف،حيث يقول: ويظهر من هذا التعريف أثر المعنى اللغوي للجدل لأنه _ على هذا- علم لا يتعلق بأدلة معينة، بل هو قدرة أو ملكة يؤتاها الشخص ولو لم يحط بشيء من الكتاب والسنة أو نحوهما.(6) -وفي لسان العرب:(جَدَل: شدة الفتل. وجدلتُ الحبل، أجدَلهُ جدلا: إذا شددت فتلهُ وفَتلتَهُ فتلا محكما. والجدل:أللدد في الخصومة والقدرة عليها. وجادله:أي خاصمه. والمجادلة:المناظرة والمخاصمة).(7) (2) الفرق بين الجدال والحوار: الحوار والجدال كلاهما حديث ومناقشة ومراجعة في الكلام بين طرفين، لكن في كثير من الأحيان قد يتحول الحوار الى جدال، مصحوبا بخصومة ومشادة في الكلام بين الطرفين المتحاورين، دون الوصول الى النتيجة المرجوة، لان الحوار يلتزم جانب الرفق واللين في الكلام، وعند فقدان هذا الجانب لا يكون الحوار حوارا، لأنه في هذه الحالة يخرج المرء عن آداب الكلام والحوار غرضه ادحاض وافحام حجج الطرف المقابل. هنا لابد من الفرق بين الحوار والجدال، تفريقا يوضح مدلول كل منهما، فالحوار والجدال يلتقيان في انهما حديث ومناقشة بين طرفين لكنهما يفترقان بعد ذلك. أما الجدال فهو على الأغلب اللّدَد في الخصومة وما يتصل بذلك، ولكن في إطار التخاصم بالكلام، فالجدال والمجادلة والجدل، كل ذلك ينحو منحى الخصومة ولو بمعنى التضاد والتمسك بالرأي والتعصب له. وأما الحوار والمحاورة، فهو مراجعة الكلام والحديث بين طرفين، ينتقل من الأول الى الثاني ثم يعود الى الأول وهكذا، دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على وجوب الخصومة. وفي القرآن الكريم ما يدل على هذا الفرق، حيث نجد الكتاب العزيز يستعمل الجدال في المواضع غير المرضي عنها أو غير المجدية كقوله عز وجل: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقّ} (غافر: الآية5) {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} (الحج: من الآية8)(8). (3) أنواع الجدال: أولا: الجدال المحمود؛ ويكون في مجال: (أ‌) الدعوة إلى الله تعالى: قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }(النحل: من الآية125) . يقول (ابن الجوزي) في تفسيره، المراد بالحكمة ثلاثة أقوال: الأول: إنها القرآن، عن ابن عباس. والثاني: الفقه، قاله الضحاك عن ابن عباس. والثالث: النبوة، ذكره الزجاج. وفي (الموعظة الحسنة) قولان: أحدها: مواعظ القرآن، عن ابن عباس. والثاني: الأدب الجميل الذي يعرفونه، قاله الضحاك عن ابن عباس. وقوله تعالى: (وجادلهم)، في المشار إليهم قولان: أحدها: إنهم أهل مكة. والثاني: أهل الكتاب، قاله: مقاتل. وفي قوله (بالتي هي أحسن)، ثلاثة أقوال: أحدها: جادلهم بالقرآن. والثاني بـ لا إله إلا الله، روى القولان عن ابن عباس. والثالث: جادلهم غير فظ ولا غليظ، وَألِن لهم جانبك، قاله: الزجاج.(9) الرأي الأخر)(10). ويقول (سيد قطب) في تفسير (وجادلهم بالتي هي أحسن): (بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له ولا تقبيح. حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لهل كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلاّ بالرفق، حتى لا تشعر بالهزيمة. وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها عند الناس، فتصير التنازل عن الرأي تنازلا عن هيبتها واحترامها وكيانها. والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة، ويشعر المجادل أن ذاته مصونة، وقيمته كريمة، وأن الداعي لا يقصد إلاّ كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة ويقول ابن كثير: (أي من احتاج من[المدعوين] الى المناظرة وجدال، فليكن برفق ولين وحسن خطاب)(11). (ب‌) مجادلة أهل الكتاب: قال تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (العنكبوت: من الآية46) يقول الشيخ (حجازي) في تفسيره: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالطريقة التي هي أحسن من أختها…. وأهل الكتاب منهم المعتدلون في آرائهم ومعتقداتهم البعيدون عن الشرك واثبات الولد والتثليث… وأظن أن هؤلاء بعد توفيق الله لهم وشرح صدورهم للإسلام لا يحتاجون إلاّ إلى نقاش بسيط وجدال بالتي هي أحسن)(12). ومجادلة أهل الكتاب هو (لبيان حكمة مجيء الرسالة الجديدة، والكشف عما بينها وبين الرسالات قبلها من صلة والإقناع بضرورة الأخذ بالصورة الأخيرة من صور دعوة الله، الموافقة لما قبلها من الدعوات المكملة لها وفق حكمة الله وعلمه بحاجة البشر)(13). ولم يفترض القرآن،كما يقول الأستاذ ( محمد فتحي عثمان): (أن نفرض دعوته وأحكامه من جانب واحد يفرض على الناس فرضا، بل قدر أن دعوته تستلزم حوارا ونقاشا فأمر بالدعوة على أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، لتتوفر الأسس العقلية والنفسية اللازمة معا؛ ولهذا دعا القرآن الكريم غير المؤمنين وطلب برهانهم وبذلك هيئ المجال للحوار الذي لا مفرّ منه في أخطر قضايا الإعتقاد- ويقول ـ عز من قائل: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (النمل: من الآية64) (14). (جـ) معرفة الصواب من الخطأ: ومثل ذلك قصة (المجادلة: خوله بنت ثعلبة الأنصارية)، روى أن خوله امرأة (أوس بن الصامت)- أراد زوجها مواقعتها يوما فأبت، فغضب أوس وظاهر منها، أي شبهها بأمه؛ وكان هذا في الجاهلية يعني التفريق بين الزوجين، فأتت رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وقالت: يا رسول الله: أن أوساً ظاهر مني بعد أن كَبُرت سني، ورّق عظمي، وإن لي منه صبية صغار، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، فما ترى! فقال لها: ما أراك إلاّ قد حرّمت عليه، فقالت: يا رسول الله: والله ما ذكر طلاقا وهو أبو ولدي وأحب الناس إليّ، فجعل رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، يعيد قوله: ما أراك إلاّ قد حرمت عليه، وهي تكرر قولها، فما زالت تراجعه ويراجعها، حتى نزل قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة:1)(15). (د) عند السؤال والاستفسار لأمر مخفي: قال تعالى:{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوط} (هود: من الآية74). قال (البغوي): (فلما ذهب عن إبراهيم الخوف، وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب ( يجادلنا في قوم لوط) فيه إضمار، أي أخَذَ وظلّ يجادلنا قيل معناه: يكلمنا، لأن إبراهيم (عليه السلام) لا يجادل ربه عز وجل، إنما يسأل ويطلب إليه. قال عامة أهل التفسير؛ معناه: يجادل رسلنا)(16). ويقول (سيد قطب): (… ولشدة دهشته وخوفه –عليه السلام- عندما عَلِم بأن هؤلاء ملائكة مرسلون إلى قوم لوط-عليه السلام- وإخباره بهلاك قوم لوط، أخذ إبراهيم –عليه السلام- يجادل الملائكة في مصير قوم لوط)(17). ويقول (الصابوني): (فلما ذهب عن إبراهيم الخوف الذي أوجسه في نفسه، واطمأن قلبه لضيوفه حين علم إنهم ملائكة… بشروه بالولد… أخذ يجادل الملائكة في شان إهلاك قوم لوط، وغرضه تأخير العذاب عنهم لعلهم يؤمنون)(18). ثانيا: الجدال المذموم: قال تعالى:{وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا} (الكهف: من الآية54) يقول (القاسمي): (مجادلة ومخاصمة ومعرضة للحق بالباطل)(19)،ويقول (المراغي): (أي وكان الإنسان بمقتضى جبلته أكثر شىء مراء وخصومة، لا ينيب إلى حق، ولا يزدجر لموعظة، والمراد بذلك خصومة الأمم لأنبيائهم وردهم عليهم بما جاءوا به)(20). ويقول (الزحيلي): (أي ومع هذا البيان الشافي والتوضيح الكافي، فأن الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل إلاّ من هدى الله وبصر ه لطريق النجاة. وهذا دليل على كثرة الجدال في الإنسان وجدله لسعة حيلته وقوة ذكائه واختلاف نزعاته وأهوائه)(21) وهذا النوع من الجدال يسبب، قسوة في القلب والعصيان والتمرد على أوامر الله تعالى، وهو الجدال الذي حذرنا منه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه يؤدي إلى ضلال الأمم والأقوام ، بعد الهدى والحق؛ إذ يقول: (ما ضل قوم بعد هدى إلاّ أوتوا الجدل)(22). (4) دوافع الجدال المذموم: (أ‌) المنع والصد للدعوة لدين الله تعالى: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ.ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (الحج: الآية8 ،ومن الآية9). يقول ابن كثير: (ذكر هذه الآية: حال الدعاة إلى الضلالة من رؤوس الكفر والبدع، أي بلا عقل صحيح ولا نقل صريح، بل لمجرد الرأي والهوى، وقوله(ثانيَ عِطفِهِ) قال ابن عباس: مستكبرا عن الحق إذا دعي إليه، وقال مجاهد وقتادة: لاوى عطفه وهي رقبته يعني يعرض عما يدعى إليه من الحق، ويثني رقبته استكبارا)(23). ويقول (الشوكاني ): (قيل هي عامة لكل من يتصدى لإضلال الناس وإغوائهم، (ثاني عطفه) وفي تفسيره وجهان: الأول:أن المراد به من يلوي عنقه فرحا وتكبرا، ذكر معناه الزجاج؛ وقال: وهذا يوصف به المستكبر. والوجه الثاني: الإعراض، أي معرضا عن الذكر، كذا قال الفراء. (ليضل عن سبيل الله)، أي أن غرضه هو الإضلال عن السبيل وإن ل يعترف بذلك)(24). ويقول (البيضاوي) في (ثاني عطفه): (متكبرا، وثني العطف كناية عن التكبر كليّ الجيد أو معرضا عن الحق استخفافا به)(25). ويقول (الآلوسي) في (ثاني عطفه): (وهو كناية عن عدم قبوله(متكبرا) عن ابن عباس؛ والضحاك بقوله: شامخا على نفسه. وابن جريج قوله: معرضا عن الحق. (ليضل عن سبيل الله)، فإن غرضه من الجدال الضلال عن سبيله تعالى وإن لم يعترف بأنه ضلال، والمراد بالإضلال: أما الإخراج من الهدي إلى الضلال.. وأما التثبيت على الضلال أو الزيادة عليه)(26). ويقول (المراغي) في (ثاني عطفه): (تقول العرب: جاءني فلان ثانيَ عطفه، إذا جاء متبخترا مستكبرا فالمراد من الناس من يجادل وهو لاوٍ عنقه معرض عما يدعى إليه من الحق مستكبرا عن قبوله. (ليضل عن سبيل الله): أي ليصد المؤمنين بالله عن دينهم الذي هداهم الله إليه)(27). وفي تفسير الجلالين (ثانيَ عطفه): (لاوى عنقه تكبرا عن الإيمان، والعطفُ: الجانب عن يمين أو شمال ليضل عن دين الله)(28). (بـ) لدحض الحق واجتنابه: قال تعالى:{وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} (الكهف: من الآية56)،{ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقّ} (غافر: من الآية5). يقول (ابن كثير): (أي ليضعفوا الحق، الذي جاءتهم به الرسل وليس ذلك بحاصل لهم… روى ابن عباس(رض) عن النبي(صلى الله عليه وسلم)، قال: (من أعان باطلا ليدحض به حقا فقد برئت منه ذمة الله تعالى وذمة رسوله))(29) (30). ويقول(البيضاوي): (لما حقق أمر التنزيل سجل بالكفر على المجادلين فيه بالطعن وإدحاض الحق…. وأما الجدال فيه لحل عقده واستنباط حقائقه وقطع تشبث أهل الزيغ به وقطع مطاعنهم فيه)(31). ويقول ( الطبري): (ليبطلوا الحق الذي جاءهم به رسولي)(32). ويقول(الشوكاني): (أي ليزيلوا بالجدال بالباطل الحق ويبطلوه، وأصل الدحض: الزلق)(33). ويقول( الشيخ حجازي): (من الناس من كفر بالله، وجادل في كتاب الله جدالا بالباطل الذي لا حق منه، وقال تمويها وتضليلا إنه سحر وكهانة أو أساطير الأولين، وإنما يعلمه بشر، وأمثال هذا كثير مما كانوا يقولونه للنبي (صلى الله عليه وسلم))(34). (جـ) الاستهزاء والسخرية: قال تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً} (الكهف: من الآية56). يقول (ابن كثير): (أي اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث بها الرسل وما أنذرهم وخوفوهم به من العذاب،(هزوا) أي سخروا منهم في ذلك وهو أشد التكذيب)(35). ويقول (الزحيلي): (أي اتخذوا آيات الله وهي القرآن والحجج والبراهين… استهزاء وسخرية وهو أشد التكذيب، وكل ذلك يدل على استيلاء الجهل والقسوة)(36). ويقول (سيد قطب): (والحق واضح، ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل ليغلبوا به الحق ويبطلوه، وهم حين يطلبون الخوارق ويستعجلون بالعذاب لا يبغون اقتناعا، إنما يستهزؤن بالآيات والنذر ويسخرون)(37). يقول الله تعالى عن رسوله (عليه الصلاة والسلام):(حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (الأنعام: من الآية25). يقول (ابن كثير): (أي يحاجونك ويناظرونك في الحق بالباطل، أي ما هذا الذي جئت به إلّا مأخوذ من كتب الأوائل منقول عنهم)(38). (د‌) حب الظهور والاستعلاء: قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيه} (غافر: من الآية56). إن هذا المخلوق الإنساني لينسى نفسه في أحيان كثيرة، وينسى أنه كائن صغير ضعيف، يستمد القوة لا من ذاته، ولكن من اتصاله بمصدر القوة بمصدر القوة الأول. من الله. فيقطع اتصاله هذا ثم يروح ينتفخ، ويورم، ويتشامخ، ويتعالى، ويحيك في صدره الكبر، يستمد من الشيطان الذي هلك بهذا الكبر ثم سلط على الإنسان فاتاه من قبله. وإنه ليجادل في آيات الله ويكابر. وهي ظاهرة ناطقة معبرة للفطرة بلسان الفطرة. وهو يزعم لنفسه وللناس أنه إنما يناقش لأنه لم يقتنع، ويجادل لأنه غير مستيقن. والله العليم بعباده، السميع البصير المطلع على السرائر، ويقرر أنه الكبر والكبر وحده. هو الذي يحيك في الصدر. وهو الذي يدعوا صاحبه الى الجدال فيما لا جدال فيه. الكبر والتطاول الى ما هو أكبر من حقيقته. ومحاولة اخذ مكان ليس له، ولا تؤهله له حقيقته. وليست له حجة يجادل بها ولا برهان ليصدع به، إنما هو ذلك الكبر وحده.(39) (5) متى يحصل الجدال؟ (أ‌) عند الفرار من الحق واستعجال العقوبة: قال تعالى:{قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين} (هود:32) . يقول (سيد): (وعند هذا الحد كان الملأ من قوم نوح قد يئسوا من مناهضة الحجة بالحجة، فإذا هم … قد أخذتهم العزة بالإثم، واستكبروا أن تغلبهم الحجة، وان يذعنوا للبرهان العقلي والفطري، وإذا هم تركوا الجدال إلى التحدي. إن العجز يلبس ثوب القدرة، والضعف يرتدي رداء القوة، والخوف من غلبة الحق يأخذ شكل الاستهانة والتحدي: (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين). وأنزل بنا العذاب الأليم الذي أنذرتنا به فلسنا نصدّقك، ولسنا نبالي وعيدك (40). وقال تعالى على لسان نبيه هود (عليه السلام): {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ }(لأعراف: من الآية71). أي قد وجب عليكم بمغالتكم هذه من ربكم رجس، معناه: سخط وغضب.(41) وهكذا استعجل القوم العذاب فرارا من مواجهة الحق، بل فرارا من تدبر تفاهة الباطل الذي هم له عبيد، وقالوا لنبيهم الناصح الأمين: (فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين). … إنه العذاب الذي لا دافع له، وغضب الله المصاحب له… .(42) (بـ) عند نزول الكوارث: قال تعالى: { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال}(الرعد: من الآية13). يقول (ابن كثير): (أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء، وقال في (وهم يجادلون في الله): أي يشكون في عظمته، وإنه لا إله إلا هو)(43). ويقول الشيخ( حجازي): (وهو يرسل الصواعق المحرقة المبيدة فيصب بها من يشاء من خلقه. والحال أن الكفار مع هذا كله يجادلون في الله سبحانه وتعالى وفي رسوله وفي الحساب والجزاء، وهو شديد المحال شديد البطش والكيد لأعدائه شديد الحيلة ينزل بأعدائه عذابه من حيث لا يشعرون، وهو القادر على أن ينزل عليكم العذاب من فوقكم ومن تحت أرجلكم)(44) *. والعجيب أنه في هول البرق والرعد والصواعق، وفي زحمة تسبيح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، وزمجرة العواصف بغضبه… وفي هذا الهول ترتفع أصوات بشرية بالجدال في الله صاحب كل هذه القوى وباعث كللا هذه الأصوات التي ترتفع على كل جدال وكل محال: (وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال). وهكذا تضيع أصواتهم الضعيفة، في غمرة الهول المتجاوب بالدعاء والابتهال والرعد والقرقعة والصواعق الناطقة كلها بوجود الله- الذي يجادلون فيه-وبوحدانيته… وهم يجادلون في الله وينسبون إليه شركاء يدعونهم معه ودعوة الله هي وحدها الحق، وما عداها باطل ذاهب لا ينال صاحبه إلا العناء.(45) (جـ) في يوم القيامة: قال تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا}(النحل: من الآية111). عندما ينقطع خيط الأمل، ويغلب على النفس اليأس من النجاة، ويزداد الخوف من الحساب والجزاء المنتظر، حيث لا أحد يستطيع دفع ولو قليل العذاب، ولا جدوى من الصراخ والعويل، هنا يلجأ المرء إلى أي شيء يخلصه، ويتشبث بأي شيء ينقذه، دفعا لما يراه من العذاب، ظانا منه بأن خير وسيلة للدفاع هو اللجج في الكلام والمخاصمة والمغالبة، لعلها تنجوا في هذا اليوم العصيب. (6) صفات المجادلين (الجدال المذموم): (أ‌) يجادل بوحي من الشيطان: قال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُم لَمُشْرِكُون} (الأنعام: من الآية121). قال ابن أبي حاتم عن أبي زميل قال: كنت قاعدا عند ابن عباس وحج (المختار بن أبي عبيد) فجاءه رجل فقال يا ابن عباس زعم أبو إسحاق أنه أوحي إليه الليلة، فقال: ابن عباس: صدق، فنفرت، وقلت: يقول ابن عباس صدق؟ فقال: ابن عباس: هم وحيان، وحي الله، ووحي الشيطان، فوحي الله إلى محمد( صلى الله عليه وسلم) ،ووحي الشيطان إلى أوليائه، ثم قرأ: ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم…).(46) (بـ) الشيطان قدوته: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ } (الحج:3). يتبع فيما بقول ويتعاطاه ويحتج به، ويجادل عن الشيطان المتمرد على الله والعاتي.(47) أي ومن الناس من يتبع في كل ما يأتي وما يذَر من شؤونه وأهوائه.(48) (جـ) لا دليل له: قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ). جدال التطاول المجرد من الدليل. جدال الضلال الناشئ من إتباع الشيطان.(49) (د) لا سند له، ولا مصدر، ولا يهدي إلى هدى: قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} (الحج:8). ومن الناس فريقا يجادل في الله، فيدخل في ذلك كل مجادل في ذات الله أو صفاته، أو شرائعه الواضحة بغير علم، وهو العلم الضروري، وبالهدى وهو العلن النظري الاستدلالي… والمراد بالكتاب المنير هو القرآن، والمنير النيّر البيّن الحجة الواضح البرهان.(50) وخلاصة ذلك إنه يجادل بلا عقل صحيح ولا نقل صريح، بل يجادل إتباعا للرأي والهوى.(51) أي يجادل (بغير علم، ولا يستند إلى دليل، ولا يقوم على معرفة، ولا يستمد من كتاب ينير القلب والعقل، ويوضح الحق، ويهدي إلى يقين.(52) (هـ) يعتمد أسلوب السخرية والاستهزاء: قال تعالى: ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً) (الكهف: من الآية56) . أي ويجادل أولئك المشركين بالباطل…مما يقصد منه التعنت وإزالة الحق الذي جاء به الرسل عليهم، لا كشف حقيقة تفيد في دين أو دنيا.(53) وقد مرّ معنا، أي اتخذوا آيات الله وهي القرآن والحجج والبراهين… هزوا أي استهزاء وسخرية…(54). (و‌) يستعجل الحوادث: قال تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (هود:32). هكذا هم المجادلين، لا صبر لهم، ولا تحمل، ضيقوا الصدر والأفق، هم وكل شيء في حياتهم على عجل، فرارا من الحق وقوته، فرارا من تفاهة الباطل وضعفه.(55) (ز) كذّاب ومكّذب: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ.الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (غافر:69،70). يقول الشيخ (حجازي): (انظر إلى هؤلاء المجادلين في آيات الله الواضحة الموجبة للإيمان والإقرار بالوحدانية والبعث، الزاجرة عن الجدال والتكذيب، انظر إليهم كيف يصرفون عنها: هؤلاء المجادلون هم الذين كذبوا بالكتاب المنزل م عند الله، وبكل ما أرسلنا به رسلنا)(56). وفي تفسير (ابن كثير): (ألا تعجب يا محمد من هؤلاء المكذبين بآيات الله ويجادلون في الحق بالباطل كيف يصرفون عقولهم عن الهدى إلى الضلال) (57). (ح‌) مسرف ومرتاب: قال تعالى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ. الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ}(غافر: من الآية34،ومن الآية:35). مسرف في العصيان، مرتاب في دينه، شاك فيما تشهد به الآيات البينات، وهذا بيان لمن هو مسرف مرتاب، وهم الذين يجادلون في آيات الله(58)… . والمعنى: هم الذين يجادلون في آيات الله. قال المفسرون يجادلون في إبطالها والتكذيب بها بغير سلطان، أي بغير حجة أتتهم من الله(59) . (ط) لا سلطان له ولا قوة في الكلام: قال تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا } (غافر: من الآية35). أي يجادل بغير تفكر وتمعن، يخوض في الكلام خوض الجاهلين الضعفاء، وبغير ترتيب وتنسيق، وبركيك الكلام. (ي‌) متكبــّر: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ } (غافر: من الآية56) . يقول (ابن الجوزي): (والمعنى ما يحملهم على تكذيبك إلا ما في صدورهم من التكبر عليك، وما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر لأن الله تعالى مذلهم) (60) . ويقول الشيخ (حجازي): (… إن الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان ما في قلوبهم إلا كبر وتعاظم عن الحق والتفكر الحر فهم يريدون الرياسة والتعاظم لأنفسهم حسدا وبغيا)(61) . (ك‌) كثير التحرك والتقلب في البلاد: قال تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ} (غافر:4) يقول العلاّمة (الشنقيطي): (نهى الله جل وعلا نبيه(صلى الله عليه وسلم) في هذه الآية الكريمة،ليشرع لأمته أن يغرّه تقلب الذين كفروا في بلاد الله بالتجارات والأرباح والعافية وسعة الرزق، …، لا تغتر بإنعام الله عليهم وتقلبهم في بلاده في إنعام وعافية فإن الله جل وعلا يستدرجهم بذلك الإنعام، فيمتعهم به قليلا، ثم يهلكهم فيجعل مصيرهم إلى النار)(62). ويقول (الطبري): (لا يخدعك بقاؤهم ومكثهم فيها[أي في بلاد الدنيا]، مع كفرهم فتحسب أنهم أهملوا لأنهم على شيء من الحق، إنما ذلك ليبلغ الكتاب أجله)(63) . وإنهم مهما تقلبوا، وتحركوا، وملكوا، واستمتعوا، فهم إلى انحدار وهلاك وبوار، ونهاية المعركة معروفة، إن كانت ثمت معركة يمكن أن تقوم بين قوة الوجود وخالقه، وقوة هؤلاء الضعفاء المساكين(64). وفي معنى : (فلا يغررك تقلبهم)، يقول الماوردي، فيه وجهان: أحدهما: لا يغررك تقلبهم في الدنيا بغير عذاب. الثاني: لا يغررك تقلبهم في السعة والنعمة (65). (7) النهي عن الجدال: قال تعالى مخاطبا رسوله الكريم (عليه الصلاة والسلام): {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} (النساء:107). يختانون أنفسهم: يخونونها بارتكابهم المعاصي(66). يقول (الطبري): (لا تخاصم[الذين] يجعلون أنفسهم خونة، بما خانوه من أموال مَن خانوه ماله)(67) . وقال تعالى: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ} (البقرة: من الآية197). قال (البغوي): (أي استقر أمر الحج على ما فعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلا خلاف فيه من بعده)(68) . وقال (ابن كثير): (قال ابن جرير عن عبدالله بن مسعود، قال: أن تماري صاحبك حتى تغضبه. وقال ابن عباس: المراء والملاحاة حتى تغضب أخاك وصاحبك. وعن نافع أن ابن عمر كان يقول: الجدال في الحج: السباب والمراء والخصومات)(69). وقال (ابن الجوزي): (الجدال: المراء. في معنى الكلام قولان: أحدهما: أن معناه لا يمارين أحدا أحدا فيخرجه المراء إلى الغضب، وفعل ما لا يليق بالحج. والثاني: أن معناه ولا شك في الحج ولا مراء فإنه قد استقام أمره وعرف وقته وزال عنه النسيء)(70). وقال (الآلوسي): (ولا خصام مع الخدم والرفقة)(71). وقد جمع (الماوردي) معنى (ولا جدال في الحج)، فقال فيه ست تأويلات: أحدها: هو أن يجادل الرجل صاحبه، يعني يعصيه. الثاني: هو السباب. والثالث: أنه المراء والاختلاف فيمن هو أبرّهم حجّا. والرابع: أنه اختلاف كان يقع فيهم في اليوم الذي يكون فيه حجهم. والخامس: أنه اختلافهم في مواقف الحج، أيهم المصيب. والسادس: أن معناه ألا جدال في وقته لاستقراره، وإبطال الشهر الذي كانوا ينسئونه في كل عام)(72). وفي تشجيع المسلمين على ترك الجدال والخوض فيه، لما له من نتائج سلبية على الفرد والمجتمع، قال (صلى الله عليه وسلم): (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا)(73). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر والهوامش (1) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن الكريم، (ص189). (2) مجموعة من المؤلفين: المعجم الوسيط، (1/111)؛ طبعة استنبول. (3) أبو بكر الرازي: مختار الصحاح، (ص96). (4) الفيومي: المصباح المنير، (ص93). (5) طه جابر العلواني: أدب الاختلاف،( ص ص22،23)، نقلا عن: مفتاح السعادة. (6) ن.م، (ص24)، ط4، 1992. (7) ابن منظور: لسان العرب،( 2/211)، تحقيق: علي شيري. (8) العلواني: م.س، (ص22). (9) ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (4/370)، دار الفكر، 1987. (10) سيد قطب: في ظلال القرآن، (4/2202)، ط15، دار الشروق. (11) محمد علي الصابوني: مختصر تفسير ابن كثير،( 2/352). (12) محمد محمود حجازي: التفسير الواضح، (م3، ج21، ص4). (13) في ظلال القرآن، (5/2745). (14) مجلة العربي الكويتية، العدد (245)، (ص49). (15) يراجع كتب التفاسير حول الموضوع. (16) البغوي: تفسير البغوي، (1/457). (17) في ظلال القرآن، (4/1913). (18) الصابوني: م.س (19) القاسمي: محاسن التأويل، (11/57). (20) المراغي: تفسير المراغي، (م5، ج15، ص166). (21) وهبة الزحيلي: التفسير المنير، (15/280). (22) الحديث رواه احمد والترمذي. (23) الصابوني: م.س، (2/532). (24) الشوكاني: فتح القدير، (3/439). (25) البيضاوي: أسرار التأويل، (4/116)، دار الفكر، 1966. (26) الآلوسي: روح البيان، (9/122)، بتصرف. (27) المراغي: (م5، ج18، ص ص 91،92). (28) السيوطي والمحلي: تفسير الجلالين، بهامش القرآن الكريم،( ص440)، بتصرف. (29) الصابوني: م.س، (2/425، 3/235). (30) المنذري: التغيب والترهيب، (3/8) ؛ الدار المصرية اللبنانية، القاهرة. (31) البيضاوي: (5/83). (32) الصمادحي: مختصر تفسير الطبري، بهامش القرآن الكريم، (ص300)، طبعة دمشق. (33) فتح القدير، 3/296. (34) التفسير الواضح، م3، ج24،ص23. (35) م. ابن كثير، 2/425. (36) التفسير المنير، 15/281. (37) في ظلال، 4/2376. (38) م. ابن كثير، 1/573. (39) في ظلال، 5/3089. (40) ن.م، 4/1875. (41) م.ابن كثير، 2/30. (42) في ظلال، 3/1311. (43) م.ابن كثير، 2/274. (44) التفسير الواضح، م2، ج13، ص37. * روى الطبراني عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا). م.ابن كثير، 2/274. وعن ابن عمر (رضي الله عنهما)، أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)،كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك،ة وعافنا قبل ذلك). رواه الترمذي، بسند غريب. ينظر: منصور علي ناصف: التاج الجامع، 5/136. (45) في ظلال، 4/2051، بتصرف. (46) م. ابن كثير، 1/613. (47) فتح القدير، 3/435. (48) تفسير المراغي، م6، ج17، ص86. (49) في ظلال، 4/2408. (50) فتح القدير، 3/439. (51) المراغي، م5، ج17،ص91. (52) في ظلال، 4/2411. (53) المراغي، م5، ج15، ص167. (54) الزحيلي، 15/281،؛ والقاسمي، 7/58. (55) في ظلال، 3/1311. (56) التفسير الواضح، م3، ج24، ص47. (57) محمد نسيب الرفاعي، م. ابن كثير، 4/86. (58) التفسير الواضح، م3، ج24، ص35. (59) زاد المسير، 7/222. (60) نفسه، 7/233. (61) التفسير الواضح، م3، ج24،ص42. (62) الشنقيطي: أضواء البيان، 7/70. (63) الصمادحي، ص467. (64) في ظلال، 5/3069. (65) الماوردي: تفسير النكت والعيون، 5/143. (66) الشيخ مخلوف: كلمات القرآن، ص57، دار الهلال. (67) الصمادحي، ص96. (68) البغوي: معالم التنزيل، 1/192. (69) الصابوني، 1/178. (70) زاد المسير، 1/192. (71) الآلوسي، م1، ج2،ص86. (72) الماوردي، 1/259. (73) صحيح الجامع، رقم الحديث: 1477.

Copyright © 2023 Kurdislamic - All Rights Reserved