صورة نظام الحكم في تركيا من منظور سعيد النورسي
أ.م.د. آزاد سعيد سمو
جامعة دهوك/ كلية العلوم الإنسانية
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
لقد تعرضت تركيا منذ بداية القرن العشرين وإلى يومنا هذا إلى العديد من القلاقل والاضطرابات والتجاذبات السياسية مما أدى إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار، وحدّة الصراعات داخل البلاد باستمرار، لقد عايش الأستاذ سعيد النورسي الفترة الانتقالية التي مرّت بها تركيا حيث عاصر عملية انتقال نظام الحكم في تركيا من السلطنة إلى النظام الجمهوري.
لقد كان للأستاذ النورسي العديد من الطروحات والآراء حول شكل نظام الحكم الذي ينبغي أن يكون عليه، لذلك كان يبدي العديد من الملاحظات والانتقادات لكلا النظامين _نظام السلطنة وخاصة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله والنظام الجمهوري وخاصة في عهد مصطفى كمال أتاتورك_.
الأستاذ سعيد النورسي وضمن مشروعه الإصلاحي الشامل كان له نظرته الخاصة حول صورة نظام الحكم، وحاول مرارا أن يقنع أرباب الحكم في تركيا في كِلا العهدين بآرائه في هذا الصدد إلا أنه لم يلق آذانا صاغية، بل تم استبعاده ومحاربته واتهامه بالعديد من التهم الباطلة.
إنّ آراء الأستاذ النـورسي حول نظـام الحكم رغم مرور أكثـر من قرن عليها إلاّ أنها ما زالت قابلـة للاستفادة منها والاستنارة بهـا.
لقد عايش النورسي عصرا مليئا بالأحداث الساخنة، لذا يمكننا أن نسمي عصره بعصر التحولات، التحولات في كافة النواحي، السياسية، والفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعسكرية، وغيرها من المجالات، في بداية توليه مقاليد الحكم في تركيا قرّر مصطفى كمال أتاتورك منع كافة الأنشطة الحزبية الأخرى لذلك انفرد حزبه (حزب الشعب الجمهوري) بممارسة العمل السياسي، لذلك لم يكن مستغربا أن يشكل حزبه الأغلبية الساحقة في المجلس الوطني الكبير (البرلمان).
لقد شكل حزب الشعب الجمهوري سنة 1923م، واشتهر الحزب بمبادئه الست والتي هي:(الجمهورية، القومية، العلمانية، الشعبية، الثورة، سلطة الدولة)، و تأسس الحزب في البداية لغرض الدفاع عن حقوق الولايات الشرقية، وقد فاز الحزب في انتخابات حزيران 1923م بـ(263) مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها (286) مقعدا، ومن القرارات الأولى التي أصدرها المجلس الوطني الكبير (البرلمان):
1- المصادقة على معاهدة لوزان.
2- نقل العاصمة إلى آنقرة.
3- إعلان الجمهورية.
4- اختيار مصطفى كمال أتاتورك لكي يكون أول رئيس للجمهورية التركية.
وفي نيسان 1924م أقر المجلس الوطني الكبير _ الذّي كان حزب الشعب الجمهوري يهيمن عليه _ الدستور الجديد لتركيا والذّي نص على أن يكون النظام البرلماني على أساس مجلس واحد وهو المجلس الوطني الكبير الذّي أنيط به (صلاحيات تشريع القوانين، والمصادقة على الميزانية، وانتخاب رئيس الدولة من بين أعضائه، ومنح الثقة للحكومة التي تؤلف من بين أعضائه، وعقد معاهدات الصلح، وإعلان الحرب، كما حول الدستور للمجلس الوطني الكبير تعديل الدستور بناء على اقتراح ثلث أعضائه، وموافقة أكثرية الثلثين، كما نص الدستور على استقلال السلطة القضائية، وعلى الحقوق العامة للمواطنين الأتراك)( ).
وفي عام 1928م أجري تعديل آخر في الدستور التركي، حيث قام النائب عصمت إينونو مع مائة وعشرين نائبا آخر بتقديم اقتراح إلى المجلس الوطني الكبير يدعو إلى تعديل بعض مواد الدستور مثل المادة (2) التي كانت تنص على أن دين الدولة الإسلام، والمادة (26) التي ذكرت فيها عبارة (تنفيذ الأحكام الشرعيّة، وكذلك دعا الاقتراح المذكور إلى تعديل المادتين (16) و (38) لأنهما كانتا تنصّان على صيغة القسم أمام المجلس الوطني الكبير حيث كان يتم القسم بالله سبحانه وتعالى فأبدل بالقسم بالشرف( ).
وبالنسبة للتعددية الحزبية فإن مصطفى كمال كان يرفضها بشدة، وكان يصر على أنه يجب على جميع الأتراك الانخراط في صفوف حزبه حزب الشعب الجمهوري، ولقد قال أتاتورك يوما في ردّه على رؤف بك( ):
(احتفظوا بمنظماتكم الشعبية سوف تكونون جميعا حزب الشعب، وعلى الأتراك المخلصين أن ينضموا إلى صفوف هذا الحزب الذّي من حقه وحده أن يحكم البلاد)( ).
ولكن بالرغم من ذلك فقد تشكلت بعض الأحزاب في تركيا مثل الحزب الجمهوري التقدمي بزعامة رؤف بك، والحزب الجمهوري الحر بزعامة فتحي أوكيار، إلاّ أن مصطفى كمال أتاتورك لم يفسح المجال لكلا الحزبين كي يقوما بدورهما في العمل الحزبي، وكان يضع العراقيل في طريقهما وخاصة الحزب الجمهوري التقدمي الذّي اتهمه أتاتورك بمساندة الحركة الكردية التي قام بها الشيخ سعيد بيران عام 1925م( ).
إن التأكيد على نظام الحزب الواحد كان واحدا من مرتكزات الدولة التركية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، وقد أكد حزب الشعب الجمهوري على ذلك مرارا كما حدث في مؤتمر الحزب لعام 1935م، لذلك فلا غرابة أن نرى أن أكثر الموظفين في الجمهورية التركية كانوا أعضاء في حزب الشعب الجمهوري، فالحزب كان هو الحكومة، والحكومة هي الحزب، كما هو متبع لدى أكثر الأحزاب الدكتاتورية، وقد جاء في أحد أحاديث أتاتورك:
(إن الأمة قد احترقت ونالها أكبر الأضرار من تعدد الأحزاب، وفي البلاد الأخرى تتعدد الأحزاب حسب اختلاف المذاهب الاقتصادية التي هي مظاهر تعدد الطبقات وتفاوتها فيتألف حزب لصيانة حقوق طبقة أخرى ما هو [كذا]( ) طبيعي، أما عندنا فقد تعددت الأحزاب ونالت أمتنا ضررها العظيم في حين أن أمتنا ليست متفاوتة أو متعددة الطبقات، ونحن إذ نقول (حزب الشعب) نعني حزب الأمة كلها وليس حزب طبقة منها)( ).
وفي السنوات الأخيرة من حكم أتاتورك حاول الكثير من الجماعات والتيارات تشكيل أحزاب سياسية، والعمل ضمن المعارضة السياسية تجاه حزب أتاتورك، إلاّ أن هذا الأخير وقف سدّا منيعا في وجوههم، ولم يعط لهم أي مجال لتحقيق ما كانوا ينوون القيام به.
وعلى الصعيد الخارجي حاولت تركيا تقوية مركزها بين الدول، فأقامت علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الأوروبية، والأمريكية، والآسيوية، وفي سنة 1932م أصبحت تركيا عضوا في عصبة الأمم، وفي سنة 1934م أصبحت عضوا في حلف البلقان( )، وفي سنة 1938م مات رئيس جمهورية تركيا مصطفى كمال أتاتورك فاختار المجلس الوطني الكبير عصمت إينونو رئيسا للجمهورية.
المبحث الأول
سيرة سعيد النورسي
اسمه ونسبه وأسرته:
اسمه سعيد وكان يلقّب بـ (بديع الزمان) وكذلك بـ (ملا سعيد الكردي) ولد من أبوين كرديين صالحين، واسم والده ميرزا بن علي( )، وكان مثالا في الورع والتقوى إلى درجة أنه كان أحيانا يبالغ في الورع إذ يحكى أنه عندما كان يعود بماشيته في المساء من المراعي إلى القرية كان يشد أفواهها لئلاّ تأكل من بساتين ومزارع الآخرين، وحكي عنه أيضا أنه لم يطعم أولاده حراما قط، وكانت مهنته الفلاحة، وتربية الأغنام والماشية( )، أما والدته فكانت تسمى نوري (nurě)بالإمالة( )، ويصل نسبها من جهة الأب إلى سيدنا الحسن بن على رضي الله عنهما، ومن جهة الأم إلى الإمام الحسين رضي الله عنهما( )، وهي أيضا كانت على جانب كبير من الورع والتقوى، وقد سئلت ذات يوم عن سبب الذكاء الحاد عند أولادها ؟ فأجابت: لم أفارق صلاة التهجد طوال حياتي إلاّ الأيام المعذورة شرعا، ولم أرضع أولادي إلاّ على طهر و وضوء( ).
كانت أسرة سعيد النورسي مكونة من تسعة أفراد: الأبوان، وأربع أولاد، وثلاث بنات، وتسلسلهم حسب الولادة كالآتي: دريّة، خانم، عبد الله، سعيد، محمد، عبد المجيد، مرجان، توفي والد سعيد النورسي في العشرينيات من القرن العشرين، أما أخواته فقد توفين مع والدته عندما كان النورسي صغيرا، يقول سعيد النورسي:
"ولم أتمكن من مشاهدة أخواتي الثلاث منذ الخامسة عشرة من عمري، حيث ذهبن مع والدتي إلى عالم البرزخ فبتّ محروما من كثير من ألطاف الرحمة والاحترام التي تنشر في الجلسات الأخوية الطيبة اللذيذة في الدنيا"( ) ، هذا وقد توفيت أخته خانم سنة 1945 في مكة المكرمة، ويقول النورسي عن وفاتها "تلك التي حجت وطافت البيت وهي تعاني سكرات الموت، وسلمت روحها في الطواف وهي المرحومة أختي العالمة خانم"( ).
أما إخوته فقد توفي عبد الله عام 1914م، وهو والد عبد الرحمن تلميذ سعيد النورسي وابنه المعنوي حسب تعبير النورسي، وتوفي محمد سنة 1951م، وتوفي عبد المجيد سنة 1967م( ) أي بعد وفاة سعيد النورسي بسبعة أعوام، والجدير بالذكر أنّ أخاه عبد المجيد هو الذّي قام بترجمة الكثير من رسائل النور إلى اللغة العربية إلاّ أنها نشرت في وقتها ضمن نطاق ضيق، كما ترجم رسائل النور التي كتبت باللغة العربية إلى اللغة التركية مثل: (إشارات الإعجاز)، و (المثنوي العربي)، وكان أخوه عبد المجيد هذا مدرسا للغة العربية، ثم مفتيا، ثم مدرسا للعلوم الإسلامية في معهد الأئمة والخطباء والمعهد الإسلامي في قونيا( ).
مولده ونشأته:
ولد سعيد النورسي في ربيع سنة 1293هـ 1876م( )وذلك حسب ما أملاه هو بنفسه عندما عين عضوا في دار الحكمة الإسلامية باستانبول( )، أما مكان ولادته فهو قرية نورس (nurs)بضم النون( )، وقرية نورس تابعة لقضاء هيزان( ) في ولاية( ) بدليس( ).
ولم يكن سعيد النورسي في صغره مثل سائر الصغار، فالصغار كما هو معلوم يقضون سائر أوقاتهم في اللعب، والمرح، والأشياء التافهة، أما سعيد النورسي فلم يكن كذلك، بل كان دائم التفكير في الأمور التي يراها من حوله، وكان كثير الاستفسار من والديه عن طبيعة الأشياء وماهيتها، وبالمقابل كان والداه يجيبانه عن جميع تساؤلاته حسب معلوماتهما القليلة برحابة صدر، وكان النورسي كثيرا ما يرتاد مجالس العلم والعلماء، ويستمع بشغف، وإنصات، وأدب إلى ما يدور بينهم من مناقشات علمية فأدى ذلك مع مرور الأيام إلى أن تتوق نفسه لطلب العلم إلى درجة كبيرة كما يقول هو عن نفسه:
"لقد حدثت خيالي في عهد صباي: أي الأمرين تفضل؟ قضاء عمر سعيد يدوم ألف ألف سنة مع سلطنة الدنيا وأبهتها على أن ينتهي ذلك إلى العدم، أم وجودا باقيا مع حياة اعتيادية شاقة؟ فرأيته يرغب في الثانية ويضجر من الأولى"( ).
لقد كان سعيد النورسي متفائلا منذ طفولته بشأن مستقبله العلمي، و ريادته الإصلاحية، يقول هو في ذلك:
"كنت أحمل حالة روحية تتسم بالفخر والاعتزاز يوم كنت في العاشرة من عمري فكنت أتقلد طور بطل عظيم، ورائد كبير، وصاحب عمل عظيم، أما قريتنا (نورس) فإن أهلها _وطلابي القدامى يعرفون_ أن أهاليها كانوا يحبون المدح والثناء عليهم كثيرا والآن عرفت السر بإخطار حقيقي: إن أولئك النورسيين يتباهون لأن قريتهم (نورس) ستكسب فخرا عظيما بنور رسائل النور، حتّى إن الذّين لم يسمعوا باسم الولاية، والناحية سيعرفون تلك القرية باهتمام بالغ، فهؤلاء النورسيون يظهرون شكرانهم _بحس مسبق_ لتلك النعمة الإلهية.
نعم إنه عندما كان جميع كردستان يتخذ وضع المفتخر المختال بغزارة الطلاب، والأئمة، والعلماء( ) المتخرجين بهمة وجهود الشيخ عبد الرحمن تاخي( )الشهير الملقب بـ (سيدا)( ) في ناحيتنا (اسبارت) التابعة لقضاء خيزان كنت أشعر بينهم أيضاكأن أولئك العلماء سيفتحون الأرض كلها، فكنت أستمع وأنا لم أتجاوز العاشرة من عمري مناقب العلماء القدامى المشهورين ويرد إلى قلبي أن هؤلاء الطلاب، العلماء سيفتحون آفاقا عظيمة في العلم والدين"( ).
تلقّيه العلم:
بدأ سعيد النورسي حياته الدراسيّة بتعلم القراءة والكتابة في مسجد قريته، ثم بدأ بتعلم القرآن الكريم حسب ما هو متبع لدى طلبة العلم وكان ذلك سنة ـ1885م، وبعدها تجول في عدد من القرى والمدن في كردستان تركيا طلبا للعلم مثل: قرية نورشين (nursheen)( ) ، وكواش(kewash)( )، وولاية بدليس، إلا أن تحصيله للعلم بدأ بصورة جادة في قضاء بايزيد التابع لولاية آغري( ).
وفي سنة 1894م انتقل إلى مدينة وان، وهناك بدأ يسلك مسلكا آخر في حياته العلمية، حيث بدأ بقراءة كتب العلم الحديث مثل الجغرافيا، والفلك، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، والفلسفة، والجيولوجيا، إلى غير ذلك من العلوم( ).
وفي سنة 1896 سعى من أجل تأسيس جامعة في كردستان تركيا فسافر إلى استانبول لتقديم مشروعه إلى سلطات الدولة، وطالب بأن تكون الدراسة في الجامعة المذكورة باللغة الكردية والعربية والتركية، أما بالنسبة للأساتذة فقد اشترط أن يكونوا من الكرد، أما الأساتذة من غير الكرد فقد اشترط أن يكونوا ممن يجيدون التحدث باللغة الكردية، وأن يكون مركز الجامعة في (بتليس)، ويكون لها فرعان أحدهما في مدينة (وان) والآخر في (ديار بكر)( ) ، "كما دعا إلى إنشاء ثلاث مدارس أخرى في أماكن متعدّدة لأطفال الكرد، وتكون الدراسة فيها باللغة الكرديّة"( )، لقد بذل سعيد النورسي كلّ ما في وسعه في سبيل إدخال دراسة العلوم الحديثة إلى المدارس الكرديّة التي كانت تدرّس العلوم الإسلاميّة فحسب، لأنه كان يدرك مدى أهمية تلك العلوم الحديثة لتطوير الشعوب لا سيّما الشعب الكردي الّذي كان يعيش في ظلمات الجهل والتخلّف، يتحدّث سعيد النورسي عن معاناته التي لقيها في ذلك السبيل فيقول:
"كنت أرى أن وضع الشعب الكردي بكردستان في أسوأ ما يكون، وكنت أؤمن بأن حضارتنـا نحن الكرد إنما تأتي من طريق العلوم الحديثة، وكذلك كنت على يقين بأن هذه العلوم يجب أن تدخل كردستان عن طريق المدارس وبأيدي العلماء والحكماء حتّى ينشأ في الشعب الكردي أنس وإلف[كذا]( ) لهذه العلوم، وذلك لأن زمام الشعب الكردي لا زال بأيدي العلماء"( ).
إن السعي من أجل تأسيس جامعة في كردستان تركيا وتطوير التعليم فيها في ذلك الزمن كان عملاً فريدا، وتفكيرا متقدماً جدا حيث كانت الأمية منتشرة في كردستان بشكل مأساوي، لقد مكث سعيد النورسي سنة ونصف السنة في استانبول إلاّ أنه لم يستطع تحقيق ما كان يريده فرجع مرة أخرى إلى مدينة (وان) وبقي فيها تسع سنين أخرى أي إلى سنة 1907م، وقد أمضى تلك السنوات في التدريس والإرشاد والوعظ حيث كان يتجول بين المدن والقرى الكردية في كردستان تركيا، كما كان يبذل جهودا كبيرة في الإصلاح بين العشائر الكردية وبذلك أصبح سعيد النورسي رمزا بارزا في المنطقة، كما أنه اكتسب شهرة كبيرة فيها من الناحية العلمية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية.
بعد أن قضى سنوات عدّة من عمره في كردستان ساعيا في سبيل إصلاح مرافق الحياة العامة فيها، وبعدما وثق بقدراته الإصلاحية قرّر سعيد النورسي الانتقال إلى مدينة استانبول حيث مركز القرار في الدولة، وتواجد رجالات الفكر والسياسة هناك، لذا سافر في سنة 1907م إلى استانبول وكانت هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها تلك المدينة.
لقد بذل سعيد النورسي في فترة انتقاله إلى استانبول جهودا جبّارة في سبيل الإصلاح الذي نذر نفسه لتحقيقها، لذا حاول اللقاء بالسلطان عبد الحميد الثاني مرارا إلاّ أنه منع من ذلك، فقام برفع قائمة من المطالب المتعلقة بالإصلاح في الدولة العثمانية عموما، وكردستان خصوصا، وقد تضمنت تلك المطالب: الاهتمام بالولايات الكرديّة التي كانت محرومة من الخدمات من كافة النواحي: التعليمية، والصحيّة، والإداريّة وغير ذلك، و تأسيس جامعة في كردستان تركيا باسم جامعة الزهراء، وتكون لها ثلاثة فروع: إحداها في مدينة وان، والثانية في مدينة بدليس، والثالثة في ديار بكر، كما نصح سعيد النورسي السلطان عبد الحميد الثاني بضرورة الابتعاد عن الاستبداد، وإصلاح نظام الحكم، والتثبت من صحة التقارير التي ترفع إلى السلطان( ).
وفي استانبول التقى سعيد النورسي بالعديد من الشخصيات العلمية، والثقافية، والسياسية، وكتب في العديد من الصحف والمجلات التي كانت تنشر في استانبول مثل مجلة: (كرد تعاون وترقي( )، ومجلة: (فولكان)( ) وغيرهما، وفي استانبول اصطدم بأفكار جماعة الاتحاد والترقي التي كان مصطفى كمال أتاتورك( ) يتزعمها، وذاق جراء مواقفه الكثير من المتاعب والآلام، والحكم، والسجن مرات عدّة، وفرض الإقامة الجبريّة عليه فترات طويلة.
آثاره العلميّة:
لقد خلّف سعيد النورسي وراءه تراثاً علمياً وفكريّاً هائلاً يقّدر بآلاف الصفحات، وقد أودع سعيد النورسي في كتاباته تلك جميع أفكاره، وآرائه حول الإسلام، والشيء الجيّد الّذي فعله سعيد النورسي _حسب اعتقادي_ هو قيامه بتصنيف كتاباته حسب أربع مجموعات أساسيّة وهي: سوزلر (الكلمات)، و مكتوبات (المكتوبات)، و لمعلر (اللمعات)، و شعاعلر (الشعاعات)، هذا وللنورسي كتابات أخرى غير هذه المجموعات الأربع الرئيسة وهي:
1-محاكمات عقليّة في التفسير والبلاغة والعقيدة.
2-قزل إيجاز وهي عبارة عن حاشية سعيد النورسي على كتاب في المنطق باسم: ( السلم المنورق) لشيخ الإسلام عبد الرحمن الأخضري( ).
3-تعليقات على برهان الكلنبوي وهي أيضا عبارة عن تعليقات سعيد النورسي على كتاب في المنطق باسم البرهان لإسماعيل بن مصطفى الكلنبوي( ).
4-السانحات وتتضمن تفسيراً لبعض الآيات القرآنيّة مع بعض قضايا العقيدة.
5-المناظرات وهي مجموعة من الدروس ألقاها سعيد النورسي في أوقات متفرّقة على العشائر الكرديّة في كردستان تركيا بغية توعيتها وتعليمها أمور دينها.
6-المحكمة العسكريّة العرفيّة وهي عبارة عن دفاع سعيد النورسي أمام المحكمة العسكرية العرفيّة في عهد الاتحاديين.
7- الخطبة الشاميّة وهي الخطبة التي ألقاها سعيد النورسي في الجامع الأموي بدمشق سنة 1911م.
8- الخطوات الست لمقاومة الإنكليز وقد ألّفه سعيد النورسي عندما احتلّ الإنكليز مدينة استانبول.
9- وكان للنورسي بعض المقالات التي كتبها باللغة الكرية ونشرها في صحيفة (كرد تعاون وترقي) مثل مقالته الشهيرة بعنوان: (ئةى طةلى كوردان).
أما نشر الرسائل فقد كانت تتم بصورة مذهلة، فقد انتشرت الرسائل في البداية في "بارلا" ومنها انتشرت في كافّة أنحاء تركيا حيث كان الناس يقومون بتداولها فيما بينهم، ومن الجدير بالذكر أن رسائل النور لم تقتصر على الانتشار بين طبقة واحدة أو طبقتين من الناس بل شملت كافّة الطبقات والشرائح سواء كانوا من موظفي الدولة، أو العسكريين، أو طلبة المدارس، أو غيرهم من شرائح المجتمع.
وهكذا بقيت رسائل النور تكتب وتنشر بهذه الطريقة أكثر من عشرين عاماً إلى أن سمحت الدولة بطباعتها في المطابع وذلك في سنة 1956م.
والجدير بالذكر في هذا الصدد هو أنّ رسائل النور كانت متفرّقة حتّى زمن قريب، إلاّ أن السيد (إحسان قاسم الصالحي) حفظه الله قام ببذل جهود مباركة حيث جمع تراث سعيد النورسي بأكمله تقريباً وترجمه إلى اللغة العربيّة، كما قام بتحقيقها تحقيقاً علميّاً، وضبطها ضبطاً تامّاً، ووضع لها فهارس تفصيليّة، وأخرجها لقرّاء العربيّة في أجمل حلّة، وقد طبعت في دار سوزلر للنشر في كل من استانبول والقاهرة باسم كليّات رسائل النور، وهي في تسع مجلّدات بعضها كبيرة، وبعضها الآخر متوسّطة الحجم وهي كالآتي:
1-الكلمات: وتقع في (920) صفحة، وتتضمن ( 33) كلمة.
2-المكتوبات: وتقع قي (672) صفحة، وتتضمن (33) مكتوبا.
3-اللمعات: وتقع في (646) صفحة، وتتضمن (33) لمعة.
4-الشعاعات: وتقع في (752) صفحة، وتتضمن (15) شعاعاً.
5-إشارات الإعجاز في مظانّ الإيجاز: وتقع في(332) صفحة، والكتاب نفسه هو المكتوب الثلاثون في كتاب المكتوبات.
6-المثنوي العربي النوري: ويقع في (534) صفحة، ويتضمن (12) رسالة كتبها سعيد النورسي باللغة العربيّة، والكتاب نفسه هو اللمعة الثالثة والثلاثون من كتاب اللمعات.
7-الملاحق: وتقع في (461) صفحة، وتتضمن: 1-ملحق بارلا 2-ملحق قسطموني( ) 3-ملحق أمير داغ( ).
8-صيقل الإسلام: ويقع في (597) صفحة، ويتضمن الكتب الثمانية التي ذكرتها قبل قليل وهي: 1- محاكمات عقليّة 2- قزل إيجاز 3-تعليقات 4-السانحات 5-المناظرات 6-المحكمة العسكريّة العرفيّة 7- الخطبة الشاميّة 8-الخطوات الست.
9-سيرة ذاتيّة: وتقع في (584) صفحة، وتتضمن السيرة الذاتية لسعيد النورسي، والكتاب عبارة عن مقتطفات من كلام سعيد النورسي عن حياته، وقد جمعت أقواله تلك من ثنايا مؤلّفاته الآنفة الذكر.
لقد تمّت ترجمة رسائل النور إلى أكثر من خمسين لغة، ومن تلك اللغات اللغة الكرديّة حيث قام الباحث الكردي (فاروق رسول يحيى) بترجمتها إلى اللغة الكرديّة وتمّ طباعة خمس مجلدات منها إلى الآن والمجلدات الأخرى في طريقها إلى الطباعة.
وفاته:
عندما أحسّ سعيد النورسي بدنو أجله قرّر القيام بجولة واسعة في أنحاء تركيا، وكأنه كان يريد بذلك أن يودّع طلاّبه المنتشرين في أنحاء تركيا، فبدأ جولته في 19/12/1959م حيث سافر إلى آنقرة، ومنها توجّه إلى أميرداغ ثمّ إلى قونيا عاد بعدها إلى آنقرة مرّة أخرى، ثمّ ذهب إلى استانبول وبقي فيها يومين عاد بعدها إلى آنقرة مرّة ثالثة، ثمّ توجّه إلى قونيا، وفي اليوم نفسه سافر إلى اسبارطة، ثمّ توجّه مرّة أخرى إلى آنقرة، وكأن الحكومة وجلت من تلك الزيارات والجولات الملفتة للنظر فأبلغته بضرورة الإقامة في أميرداغ فاستجاب سعيد النورسي لذلك الأمر إلاّ أنه طلب منهم السماح له بحريّة الانتقال بين أميرداغ واسبارطة.
وفي الأيام الأخيرة من حياته مرض سعيد النورسي مرضاً شديداً وكان أربعة من طلاّبه النجباء يلازمونه طوال تلك الفترة التي كان في اسبارطة، و عندما اشتد عليه المرض قال لطلاّبه سوف نذهب إلى (أورفة)( ) أو (ديار بكر) إلاّ أن طلاّبه لم يستجيبوا لأمره لسوء حالته الصحيّة، ولكن وبعد إلحاح شديد من قبل سعيد النورسي اضطر طلاّبه الامتثال لأمره فقاموا في الصباح من يوم 20/3/1960م بالسفر إلى (أورفة) وفي الحادية عشرة ليلاً وصلوا إلى هناك، ونزلوا في فندق (آيبك بالاي)، و ما أن علم أهالي (أورفة) بقدوم سعيد النورسي حتّى انهمروا إلى الفندق لزيارته، وعندما علمت الشرطة بوصول النورسي إلى (أورفة) أمروه بالعودة إلى اسبارطة إلاّ أن النورسي وخلافاً لعادته امتنع عن تنفيذ أوامر الدولة وقرّر البقاء في (أورفة) وفي يوم الأربعاء 23/3/1960م و قبيل صلاة الفجر توفي سعيد النورسي رحمه الله رحمة واسعة.
المبحث الثاني
سعيد النورسي ونظام الحكم في تركيا
لقد جعل الأستاذ النورسي قضية إصلاح نظام الحكم في تركيا واحدة من أهم أولويات مشروعه الإصلاحي منذ أن قَدِمَ إلى استانبول في المرّة الثانيـة عام 1907م، فقد حاول مراراً أن يلتقي بالسلطان عبد الحميد الثاني لكي يشرح له الأوضاع الخطيرة التي تشهدها البلاد إلاّ أنه لم يتمكّن من ذلك، والأستاذ النورسي رغم دفاعه عن مواقف السلطان عبد الحميد الثاني في الكثير من المناسبات إلاّ أنه كان ينتقده هو الآخر على بعض تصرفاته، لذلك كان يرى أن الإصلاح يجب أن يبدأ من السلطان أولاً لأنه أكثر حاجة إليه من غيره، وقد ورد عنه قوله: ((كنت سابقاً أحسب أن فساد الشرق نابع من تعرض عضو منه للمرض، ولكن لمّا شاهدت استانبول المريضة وجسست نبضها، وشرحتها، أدركت أن المرض هـو في القلب وسرى منه إلى جميع الجهات، فحاولت علاجه ولكن أكرمت بإلحاق صفة الجنون بي! حيث أنَّ وشاية الحاسدين والخصماء أدّت بي إلى أن أساق إلى مستشفى المجاذيب( ) بأمـر السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله رحمة واسعة))( ).
لذلك كان الأستاذ النورسي يحاول دوماً أن يصلح الحكّام سواء في العهد العثماني أو العهد الاتحادي وما بعده لأنّ الحاكم إذا صلح صلحت الأمّة أمّا إذا فسد الحاكم فلا شكّ أنّ الفساد سوف ينتشر في الأمّة بشكل أعمق وأسوأ.
هذا ومن جملة اعتراضات الأستاذ سعيد النورسي على السلطان عبد الحميد الثاني استبداد هذا الأخير في إدارة الحكم، وقد ردّ الأستاذ النورسي على ذلك الاستبداد بقوله: ((إن الاستبداد المتعسف لا صلة له بالشريعة الغراء، وإن الشريعة قد أتت لهداية العالـم أجمع كي تزيل التحكم الظالم والاستبداد.
وإن ثلاثين سنة التي قضيناها صائمين عن الكلام متجمّلين بالصبر والتوكل على الله سننال ثوابها بانفتاح أبواب جنّة الرقي، أبواب المدنيّة التي لا عذاب فيها))( ).
لقد قال الأستاذ النورسي هذا الكلام في بداية عهد الحريّة، ويبدو أنه كان متفائلاً جدّاً بتحسّن الأوضاع، وانتشار الحريّة، إلاّ أنه وللأسف الشديد قد خاب ظنّه حيث أن العهد الّذي جاء بعد عهد السلطان عبد الحميد الثاني كان أشد استبداداً منه، حيث فرضت المزيد من القيود وخاصّة على المفكّرين والسياسيين ورجال الإصلاح، لذلك قال الأستاذ بعدما رأى تلك الأوضاع: (لقد كانت هذه الحكومة تخاصم العقل أيام الاستبداد [يقصد بذلك أيام حكم السلطان عبد الحميد الثاني] إلاّ أنها الآن تعادي الحياة بأكملها، فإن كانت الحكومة بهذا الشكل والمنطق فليعش الجنون وليعش الموت، ولتعش جهّنم مثوى للظالمين).
واضح من كلام الأستاذ النورسي أنه كان يحمل أملاً كبيراً في أن الأوضاع سوف تتغيّـر نحو الأحسن وأن الاستبداد سوف يزول وتحلّ الحريّة محلّها إلاّ أنـه فوجئ باستبداد أشدّ وأقوى من استبداد السلطان عبد الحميد الثاني وذلك على يد جمعيّة الاتحاد والترقّي( )،فقال: ((حينما كانت الحريّة قرينة الجنون جعل الاستبداد الضعيف مستشفى المجاذيب مدرسة لي، والّذي يبدو أن الغاية ما كانت استرداد الحريّة من السلطان عبد الحميد بل تحويل استبداد ضعيف وضئيل إلى استبداد شديد وقويّ))( ).
ملامح الدولة في تصور سعيد النورسي:
من خلال دراسة رسائل النور التي ألفها الأستاذ سعيد النورسي يمكننا تحديد بعض من ملامح الدولة التي كان الأستاذ ينشدها ويعمل على تحقيقها، فمن خلال مخالطته وتعامله وصراعه مع أرباب الحكم في تركيا في كلا العهدين: عهد السلاطين، والعهد الجمهوري تبلورت لدى الأستاذ النورسي الصورة التي يجب أن تكون عليها الدولة للتخلص من أمراض الأمة التي أصيبت بها جراء الحكم التعسفي من قبل الحكام الظالمين والمستبدين الذين حكموا البلاد فأساؤوا إلى أنفسهم وإلى شعوبهم وإلى تاريخهم أشدّ إساءة، وفيما يأتي بعض من تلك الملامح:
أولاً: دولة مدنية.
واحدة من أهم الملامح التي كان الأستاذ النورسي ينشدها هي الدولة المدنية، وكان يرى أن الجيش واجبه فقط هو الدفاع عن الأمّة ضد عدوها الخارجي، أما اشتغاله بالسياسة ونظام الحكم فهو بمثابة كارثة حقيقيّة لو حدث، لذلك كان الأستاذ النورسي يحذّر الجيش دوماً من مغبّة التدخّل في السياسة وقد خاطبهم يوماً بقوله:
((يا عساكر الموحدين: إني أبلغكم أوامر سيد العالمين صلّى الله عليه وسلّم:
إنّ طاعة أولي الأمر ضمن الدائرة المشروعة فرض، فأولياء أموركم وأساتذتكم ضباطكم…
إنّ تاريخ العالم يشهد أن تدخّل الجنود في السياسة قد أدّى إلى أضرار جسيمة للدولة وللأمّة معاً، فلابدّ أن حميّتكم الإسلاميّة ستصرفكم عن مثل هذه الأضرار التي تصيب حياة الإسلام التي تكفلتم بحفظها…
إنّ أعمالكم كانت علاجاً لهذه الحركات الانقلابيّة فإذا ما زادت انقلبت سمّاً قاتلاً، وأدت بالحياة الإسلاميّة إلى أمراض جسام، ثمّ إن ما فينا من استبداد قد زال بهمّتكم، ولكن نحن لا زلنا تحت الاستبداد المعنوي لأوروبا في مضمار الرقيّ، فلابدّ من الالتزام بأقصى درجات الحذر والسكينة والهدوء فلتحيا الشريعة الغرّاء، فليعش الجنود))( ).
من المشاكل الرئيسة التي تعاني منها تركيا في الوقت الحاضر تدخّل الجيش في السياسة وأمور الحكم في الدولة، وإذا كانت الكثير من الدول تعاني من استغلال حزب ما أو أسرة معيّنة للجيش واستخدامه كورقة رابحة متى شاءت فإن الوضع في تركيا مختلف؛ حيث أن الجيش هو الّذي كان يتحكّم ويسيطر على الحكومة والأحزاب ، وكافّة مؤسسات الدولة، في العديد من الفترات ومتى ما وصل إلى الحكم حزب لا يعجب الجنرالات قام الجيش بالانقلاب عليه كما حدث في سنة 1960م، و 1971م، و 1980م، إلا أنّ دور الجيش قد ضعف في الآونة الأخيرة ولم يبق له تلك الهيمنة التي كانت تمارسه في السابق.
إذا ما رجعنا إلى الخلفيّة التاريخيّة لهذه المشكلة في تركيا فسنرى أنَّ تدخّل الجيش في السياسة ليس وليد اليوم، بل يعود ذلك إلى بدايات نشوء الدولة العثمانيّة، فالدولة العثمانيّة أسّست على يد العسكر، وكان العسكر هم حماتها على مرّ الزمان، وقد اعتمدت الدولة العثمانيّة على سواعدهم في توسيع نفوذها وضمّ أقاليم أخرى إلى سلطنتها، وما الجيش الإنكشاري( ) الّذي ابتلي العثمانيّون به في فترة ما إلاّ واحدة من معطيات تدخّل الجيش في السياسة التركيّة، هذا وقد عانت تركيا ولا زالت تعاني من هذه المعضلة وعواقبها الوخيمة على المجتمع التركي من كافّة النواحي السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والنفسيّة وغيرها من النواحي، لذلك حذّر الأستاذ النورسي من مغبّة تدخّل الجيش في السياسة وأنّ واجبه يكمن في حماية الدولة من الأخطار الخارجيّة فحسب.
ثانياً: دولة يحكمها النظام الجمهوري.
لقد تحدّث الأستاذ سعيد النورسي كثيراً عن نظام الحكم وأشكاله وخصائصه، وكان كثيراً ما يقارن بين الأنظمة الدستوريّة الشوريّة وبين الأنظمة الاستبداديّة الدكتاتوريّة، وتراه كثيراً ما يستخدم مصطلح النظام الجمهوري( )ويرى ضرورة تأييده والوقوف بجانبه في وجه الأنظمة الاستبداديّة، ويصف الأستاذ النورسي النظام الجمهوري الّذي يؤيّده بأنّه ذلك النظام الّذي يكون ((عبارة عن العدالة والشورى وحصر القوّة في القانون...إنّ القوة لابدّ أن تكون في القانون وإلاّ فسيتفشّى الاستبداد))( ).
وعندما سئل في محكمة "أسكي شهر" عن موقفه تجاه النظام الجمهوري أجاب:
((تستطيعون أن تتأكّدوا من كتاب "السيرة الذاتيّة" الموجود لديكم بأنني كنت شخصاً متديّناً ومن أنصار النظام الجمهوري وذلك قبل أن تأتوا أنتم إلى الدنيا، هذا باستثناء رئيس المحكمة المتقدّم في العمر، وخلاصة ذلك أنني كنت آنذاك منـزوياً _كحالي الآن_ تحت قبّة مقبرة (ضريح) خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء وكنت أقوم بإعطاء حبّات الحساء إلى النمل وأكتفي بغمس الخبز فـي سائل الحساء، سألوني عن السبب فقلت: إنّ أمة النمل وكذلك النحل تعيش في نظام جمهوريّ، وأنا أعطي الحبّات للنمل لنظامها الجمهوريّ.
ثمّ قالوا: أنت تخالف بذلك السلف الصالح فأجبتهم:
لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهوريّة في الوقت نفسه؛ فالصديق الأكبر (رضي الله عنه) كان دون شك بمثابة رئيس جمهوريّة للعشرة المبشّرة وللصحابة الكرام، ولكن ليس تحت عنوان أو شكل فارغ، بل كان كلّ منهم رئيس جمهوريّة متديّن يحمل معنى العدالة الحقيقيّة والحريّة الشرعيّة))( ).
ولعلّ من أسباب تأييد الأستاذ النورسي لقيام نظام جمهوري ما عاناه من الأنظمة الاستبداديّة سواء في عهد العثمانيين أو في عهد حكم الاتحاد والترقّي والعلمانيين عموماً، فقد مرّ معنا أثناء الحديث عن موقف الأستاذ النورسي من الاستبداد كيف كان ينتقد استبداد السلطان عبد الحميد الثاني، كما استمرّ في نقد الاستبداد في عهد الّذين توالوا على حكم تركيا في عهد الكماليين ومن بعدهم، لذلك أيّد الأستاذ النورسي قيام حكم جمهوري علّه يساعد بعض الشيء في الحدّ من ممارسة الاستبداد في الحكم الّذي كان يتّصف به الحكّام آنذاك.
إذاً فالنظام الجمهوري الّذي كان الأستاذ النورسي يؤيّده هو ذلك النظام القائم على العدالة والشورى وتطبيق القانون، وإلاّ فما الفائدة من إطلاق تسمية النظام الجمهوري على أنظمة حكم يتظاهر حكّامها بالديمقراطيّة وتطبيق القانون بينما دكتاتوريّتهم واستبدادهم في واقع الأمر يفوق استبداد أي ملك جاء إلى الحكم بطريقة وراثيّة ((وكثيراً ما نجد أنّ بعض الدساتير قد أقرّت لرئيس الجمهوريّة من الصلاحيّات أكثر مما أقرّت دساتير الدول الملكيّة للملوك))( )، لذلك فإن وصف الحكم والنظام في أي بلد بأنّه جمهوريّ لا يكون مقبولاً إذا لم يثبت النظام الحاكم ذلك ويحقّقه في أرض الواقع.
ثالثاً: دولة مبنية على أساس العدالة والمساواة.
هناك جملة من القيم الحضارية التي اتفقت جميع الأديان والشرائع والإيديولوجيات عليها كوجوب الصدق، واحترام الآخرين، وحفظ الأمانة والتعاون، والمحافظة على العهود والمواثيق، والوفاء بالعهد، وما إلى ذلك من القيم الحضارية النبيلة، هذا وتعد العدالة واحدة من أهم القيم التي اتفقت جميع الأديان والفلسفات عليها، وعلى وجوب تحقيقها ونشرها لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان في مجتمع ما حياة كريمة سعيدة هانئة بدون تحقيق العدالة بكل أنواعها وفي شتى مجالات الحياة، بدءا بالعدالة داخل الأسرة الواحدة، ومرورا بالعدالة في المؤسسة التي يعمل الفرد فيها، وانتهاء إلى العدالة الشاملة في شتى مؤسسات الدولة.
إنّ نظرة بسيطة إلى حال البشرية اليوم وواقعها يظهر للعيان مدى البؤس الذي تعاني منه شعوب الأرض قاطبة ـ مع تفاوت فيما بينها ـ فالبشرية تعاني من وطأة هذا الاستعباد والظلم والقهر الذي يفرضه الإنسان على أخيه الإنسان.
يقول الأستاذ النورسي: ((إنّ أجدر شيء بالمحبة هو المحبة نفسها، وأجدر صفة بالخصومة هي الخصومة نفسها، أي إن صفة المحبة التي هي ضمان الحياة الاجتماعية البشرية والتي تدفع إلى تحقيق السعادة هي أليق للمحبة، وإن صفة العداوة والبغضاء التي هي عامل تدمير الحياة الاجتماعية وهدمها هو أقبح صفة وأضرها وأجدر أن تُتجنب وتنفَر منها...لقد انتهى عهد العداوة والخصام ولقد أظهرت الحربان العالميتان مدى ما في روح العداوة من ظلم فضيع ودمار مريع)( ).
لقد كان الأستاذ النورسي ينادي دوما بضرورة ترسيخ مفهوم العدل داخل المجتمع الإنساني، والبعد عن الظلم والأنانيّة، استمع إليه حيث يقول في إحدى رسائله: (إنّ أس أساس جميع الاضطرابات والثورات في المجتمع الإنساني إنما هو كلمة واحدة، كما أنّ منبع جميع الأخلاق الرذيلة كلمة واحدة أيضا: الكلمة الأولى: "إن شبعت فلا عليّ أن يموت غيري من الجوع"، الكلمة الثانية: "اكتسب أنت لآكل أنا، واتعب أنت لأستريح أنا.
إن العدل والظلم نقيضان، وهما لا يجتمعان فإذا غابت العدالة حلّ الظلم، وبحلول الظلم وانتشاره تنهار العلاقات الإنسانيّة، ولقد أدرك الأستاذ سعيد النورسي هذه الحقيقة لذلك كان يعمل طوال حياته المباركة على محاربة الظلم والظالمين، لقد كان يعمل على إزالة الظلم لتحلّ محله العدالة، استمع إليه حيث يقول: ((فما دام الانسجام مع قانون الفطرة ضروريا فإن تنفيذ قانون المساواة المطلقة لا يمكن إلاّ بتغيير فطرة البشر( )، ورفع الحكمة الأساسيّة في خلق النوع البشري، نعم إنني من حيث النسب ونمط معيشة الحياة من طبقة العوام، ومن الراضين بالمساواة في الحقوق فكرا ومشربا، ومن العاملين على رفض سيطرة الخواص المسميّن بالبرجوازيين واستبدادهم منذ السابق، وذلك بمقتضى الرحمة، وبموجب العدالة الناشئة من الإسلام، لذا فأنا بكل ما أوتيت من قوّة بجانب العدالة التامة، وضد الظلم والسيطرة والتحكم والاستبداد))( ).
لقد نبّه الأستاذ سعيد النورسي في كلامه السابق إلى جملة من الأمور المهمة منها: أنّ العدل والمساواة لا يتحققان إلاّ بعد أن تتغيّر فطرة البشر، فالعدالة بحاجة إلى من يؤمن بها وبأهميتها، وبالتالي تطبيقها وحمايتها، وهذا يتطلب إصلاح الإنسان أولا، وإقناعه بضرورة تطبيق العدالة في أمور الحياة كلها، وبيان ثمارها الطيبة للإنسانيّة جمعاء، ومن الأمور المهمّة الأخرى التي أشار إليها الأستاذ سعيد النورسي أنّ الظلم والاستبداد قرينان لا ينفكان عن بعضهما البعض، فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر، وكل واحد منهما شرّ من الآخر، ولم تعان الشعوب المستضعفة من شيء مما عانت من هذين الداءين القاتلين، لذا نرى الأستاذ سعيد النورسي قد سخّر حياته كلّها لمحاربة ومقارعة الظلم والظالمين، والاستبداد والمستبدّين، لقد كان الأستاذ النورسي يعرف مرارة الظلم والاستبداد لأنه قد ذاق منهما إلى حدّ التخمة لذلك كان أشدّ تحمسا من غيره في محاربتهما، وصدق من قال إنّ من يده في النار غير الذي يده في الماء!!
لقد أتى الأستاذ سعيد النورسي بمفاهيم رائعة للعدالة فقد قال في تفسيره للآية القرآنية: }من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا{( ) أنّ هذه الآية ((تضع أعظم دستور للعدالة المحضة التي تقرر لا تهدر دم بريء ولا تزهق روحه حتى لو كان في ذلك حياة البشرية جمعاء، فكما أنّ كليهما في نظر القدرة الإلهيّة سواء فهما في نظر العدالة سواء أيضا، وكما أن نسبة الجزءيات إلى الكليّ واحدة كذلك الحق في ميزان العدالة واحدة، النسبة نفسها ولهذا فليس للحق صغير وكبير))( ).
يرى الأستاذ سعيد النورسي أنّ الظلم لاسيّما سفك دم إنسان بريء أمر عظيم جدّا إلى درجة لا يجوز سفك دم بريء ولو كان في ذلك حياة البشريّة جمعاء، فهناك أمور يستوي فيها الصغار والكبار، الفقراء والأغنياء، العلماء والعوام، مثل الحاجة إلى الغذاء والشراب والدواء وما إلى ذلك من الحاجات الضروريّة، فالجوع هو الجوع، ولا يوجد جوع للأغنياء وجوع آخر للفقراء، وكذلك الحال بالنسبة للمرض والعطش وهلّمّ جرّا، لذلك يقول الأستاذ النورسي في نهاية كلامه: ((ولهذا فليس للحقّ صغير وكبير)).
رابعا: دولة دستورية خاضعة لمبدأ الشورى.
لقد كان الأستاذ سعيد النورسي يعمل جاهدا على العمل بالدستور (المشروطية) الذي صدر سنة 1876م وتفعيله مرة أخرى بعد أن تم تعطيله من قبل السلطان عبد الحميد الثاني وذلك حينما طالب بعض أعضاء البرلمان بتحديد صلاحيات السلطان، لقد كان النورسي يبين دوما مزايا وأهمية الخضوع للدستور في إدارة الدولة، وكان يؤيد تطبيق الدستور (المشروطية) لأنها تقف ضدّ الاستبداد، وعندما سئل عن معنى كل من الاستبداد والمشروطيّة( ) أجاب:
(الاستبداد هو التحكم أي المعاملة الكيفيّة، أي الجبر باستناد القوّة، أي الرأي الواحد…وما هو إلاّ أساس الظلم ماح الإنسانيّة [كذا]( )، وهو الّذي دحرج الإنسان المكرّم إلى أسفل سافلين في السفالة، وهو الّذي أوقع العالم الإسلامي في المذلّة…[و] المشروطيّة مجلى وتفسير لآيتي: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ( )، ووَأَمْرُهُمْ شُورَىَ بَيْنَهُمْ( )، فهي المشورة الشرعيّة فقوّة ذلك الوجود المنوّر هي الحق…وحياته هي العدالة…إن روح المشروطيّة أن تكون القوّة في القانون، والأمر والنهي في يد الحق، والمرء خادماً…لأن المشروطيّة إن صارت صادقة كانت الحاكميّة للملّة والحكومة لا تبقى رئيسة بل خادمة)( ).
يقول الأستاذ شكري أصلان الكردستاني في مقدّمته لكتاب ديوان الحرب العرفي الّذي ألّفه الأستاذ النورسي: ((أثناء زيارة الإمام النورسي إلى استانبول سنة 1907م كانت الدولة العثمانيّة الإسلاميّة قد شارف [كذا]( ) على الموت، فحاول مع فئة من المفكّرين والعلماء أن يداوي جراح هذا المريض فقام بنشاطات سريعة وهادفة مرّة ومؤلمة أحياناً لأنّه كان يظنّ أهل الإدارة مخلصين فلم يخف من الإشارة إلى مكامن الفساد في الدولة ومحاولة الإصلاح، كما أنّ المعالجة كان أمراً لابدّ منه وذلك كبتر الأعضاء لصالح الجسد:
أولاً: نصح السلطان عبد الحميد أن يقوم بأعمال إصلاحيّة في المدارس مثل تدريس العلوم الحديثة بجانب العلوم الإسلاميّة.
ثانياً: دعا السلطان إلى أن يعلن عن المشروطيّة( ) لبقاء الدولة الإسلاميّة واستمرارها في رسالتها إذ كان يقول إنّ هذا النوع من الإدارة محال فإمّا هذا النوع الجديد _المشروطيّة_ من الإدارة وإمّا الاضمحلال))( ).
إنّ خضوع الحاكم _بغض النظر عن شكل النظام_ للدستور فيه ضمانة لتطبيق الديمقراطية وتداول السلطة، والحكم الرشيد إلى حدّ كبير، فالدستور يعمل على الحد من تجمع السلطات والصلاحيات المطلقة في يد شخص واحد، والأمّة والدولة تكونان في خير ما كانت هناك شورى ودستور في الحكم، أمّا إذا فقد ذلك فإنّ الخراب والدمار سوف يعمّان البلاد، والشواهد والوقائع التاريخيّة خير مثال على ذلك، يقول الأستاذ النورسي ((إنّ هذا الانقلاب( )لو أعطى الحريّة التي أولدها إلى أحضان الشورى الشرعيّة لتربيتها فستبعث أمجاد الماضي لهذه الأمّة قويّة حاكمة، بينما لو صادفت تلك الحريّة الأغراض الشخصيّة فستنقلب إلى استبداد مطلق فتموت تلك المولودة في مهدها…إنّ المسألة التي سمعتموها وهي المشروطييّة والقانون الأساس ما هي إلاّ العدالة الحقّة، والشورى الشرعيّة، تلقّوها بقبول حسن، اسعوا للحفاظ عليها لأنّ سعادتنا الدنيويّة في المشروطيّة، فلقد قاسينا الأمريّن من الاستبداد أكثر من الآخرين))( ).
لقد عانى الأستاذ سعيد النورسي رحمه الله تعالى معاناة كبيرة من الاستبداد في كلا العهدين العثماني والاتحادي _أي الاتحاد والترقّي_ لذلك فقد أمضى شطراً كبيراً من حياته، وصرف جهوداً كبيرة في محاربة الظلم والاستبداد، كما سعى سعياً حثيثاً في سبيل تطبيق المشروطيّة _أي الحكم الدستوري_ لأنّه كان يدرك أنّ ذلك سوف يحدّ _إلى درجة كبيرة_ من ظلم الظالمين، واستبداد المستبّدين.
إنّ الاستبداد في الحكم هو أشدّ أنواع الاستبداد خطراً على المجتمعات، حيث يتحكّم فرد واحد أو مجموعة من الأفراد في مقّدرات شعب بأكمله، ويسوسونهم بأهوائهم ونوازعهم الشخصيّة دون أن يعيروا أي اهتمام لرغباتهم وميولهم، فالقانون هو ما يرتضونه لهم، والحسن هو ما كان موافقاً لهواهم، والقبيح هو ما لا يعجبهم، والاستبداد في الحكم هو الّذي عانى منه الناس سيّما أرباب الإصلاح قديماً وحديثاً، لذلك نراهم قد ركّزوا في كتاباتهم وخطبهم على هذا النوع من الاستبداد وبيّنوا أضراره ومخاطره على الشعوب المستضعفة، يقول الكواكبي: ((إنّ صفة الاستبداد كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الّذي تولّى الحكم بالغلبة أو الوراثة تشمل أيضاً الحاكم الفرد المقيّد الوارث أو المنتخب متى كان غير محاسب، وكذلك تشمل حكومة الجمع ولو منتخباً لأنّ الاشتراك في الرأي لا يدفع الاستبداد وإنّما قد يعدله نوعاً وقد يكون أحكم وأضرّ من استبداد الفرد…وخلاصة ما تقدّم أنّ الحكومة من أي نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة التي لا تسامح فيها كما جرى في صدر الإسلام…
المستبدّ إنسان والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب، فالمستبدّ يودّ أن تكون رعيّته كالغنم ذرّاً وطاعة، وكالكلاب تذلّلاً وتملّقاً، وعلى الرعيّة أن تكون كالخيل إن خدمت خدمت وإن ضربت شرست، بل عليها أن تعرف مقامها هل خلقت خادمة للمستبدّ أم هي جاءت به ليخدمها فاستخدمها…))( )، ويقول الأستاذ النورسي: ((إنّ لكلّ زمان حكماً، ولكلّ وقت حكماً يحرّك ماكينة الهيئة الاجتماعيّة…فاعلموا أنّ الحاكم المعنوي في الاستبداد كان هو القوّة ليس إلاّ…فمن كان سيفه قاطعاً، وقلبه قاسياً ترقّى…إن كان كبيركم استند إلى القوّة الماديّة، واستعبد واستخدم الخلق، وربط الناس بتضييق الخوف والجبر، واستنزل الناس من الإنسانيّة إلى الحيوانيّة، فإن ظهر خيراً [كذا]( ) اغتصبه وأراه من نفسه، وإن وقع شرّ علّقه بعنق الملّة…فرئيسهم ورأسهم بدلاً عن أن يدخل تحت أكتافهم لينهضهم يركب على أغوارهم حتّى يترأس وحده، ويأكل من لحمهم حتّى يتورّم ويصير حجاباً لا يريهم الضياء لاستعداداتهم التي كالأزهار في الآكام، بل هو وحده ينمو وينبسط وينكشف ويتلألأ، فإن أردتم أن تنظروا إلى الاستبداد المجسّم فعليكم بهذا الرجل))( ).
( ) إبراهيم خليل أحمد وآخرون، تركيا المعاصرة، د.ط، العراق- الموصل، 1988م، ص26.
( ) أنظر: أحمد نوري النعيمي، الحياة السياسية في تركيا الحديثة 1919- 1938م، د.ط، بغداد، من منشورات جامعة بغداد، 1989م، ص124.
( ) رؤف بك هو مؤسس الحزب الجمهوري التقدمي في تركيا.
( ) أحمد نوري النعيمي، مرجع سابق، ص198.
( ) قام الشيخ سعيد بيران بحركته في شباط 1925م، وقد استطاعت الحركة الكردية بقيادة الشيخ سعيد بيران السيطرة على مدن كبرى مثل ديار بكر إلاّ أن الحكومة التركية ردت عليها بكل قسوة، وأعلنت الأحكام العرفية في المنطقة لعدة شهور، وأسرت الشيخ سعيد بيران مع عدد من الثوار الكرد وأحيلوا جميعا على محاكم عسكرية ونفذت فيهم حكم الإعدام بتهمة العمل على إقامة كردستان مستقلة.
( ) ولعلّ الصواب وهو.
( ) محمد عزت دروزة، تركيا الفتاة، بيروت، مطبعة الكشاف، 1946م، ص163.
( ) أنظر: إبراهيم خليل أحمد وآخرون، مرجع سابق، ص44.
( ) بكير، حسن عبد الرحمن، بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في الفكر والدعوة، رسالة ماجستير غير مطبوعة، ص51.
( ) د. فرج محمد الوصيف، بديع الزمان سعيد النورسي عصره ودعوته، ط1، القاهرة، دار نور الإسلام للنشر والتوزيع، 1417هـ ـ 1996م، ص58.
( ) لقد ذكر أغلب الكتاب إن لم نقل كلهم أن اسم والدة سعيد النورسي هو (نورية)، بينما الاسم الصحيح لوالدته هو نوري (nurě) بالإمالة وذلك حسب الكتابات الكردية التي اطلعت عليها في تركيا، و(نوري) بالإمالة اسم علم مؤنث شائع بين الكرد في جميع المناطق.
( ) حبيب محمد سعيد، (جمكيك له زيانى ماموستا سعيدى نورسى) أي: (نبذة عن حياة سعيد النورسي) مؤلف باللغة الكرديّة، ط1، د.م، د.ن، 1413هـ – 1992م، ص8.
( ) أنظر: إحسان قاسم الصالحي، بديع الزمان سعيد النورسي نظرة عامة عن حياته وآثاره، (مؤلّف باللغة العربيّة) ط2، إستانبول، دار سوزلر للنشر، 1987م، ص19.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتية، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، ط1، إستانبول، دار سوزلر للنشر، 1419هـ_ 1998م، ص36.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ترجمة إحسان قاسم الصالحي، ط1، إستانبول، دار سوزلر للنشر، 1414هـ _1993م، ص322.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتية، ص36، حاشية المترجم.
( ) أنظر: بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص 322، حاشية المترجم.
( ) هناك عدة روايات أخرى في تحديد السنة التي ولد فيها سعيد النورسي، فمن قائل أنه ولد سنة 1973م، ومن قائل أنه ولد سنة 1877م.
( ) أنظر: بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتية، ص35.
( ) الكثير من الدارسين يتلفظون اسم قرية سعيد النورسي (نورس) بفتح النون وهذا خطأ فـ (النَوْرَس) هو اسم لطائر معروف، أما (نُورَس) بضم النون فهو اسم قرية سعيد النورسي.
( ) مركز قضاء تابع لولاية بدليس التي تقع في شرق تركيا.
( ) لا يزال مصطلح (الولاية) متداولا في تركيا وهي وحدة إدارية تقابلها المحافظة في الكثير من الدول.
( ) مدينة تقع في شرق تركيا، وقد نفي سعيد النورسي إليها سنة 1895م.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص277.
( ) تشتهر بلاد الكرد بكثرة المدارس الشرعية في المساجد، فقلما تجد مسجدا حتى في القرى النائية_ إلاّ وفيها شيخ، وحوله العشرات من طلبة العلم الذّين تركوا أهلهم وذويهم وجاءوا لكي يلتحقوا بركب طلبة العلم حيث يتلقون العلوم الشرعية من فقه، وحديث، وتفسير، وعلوم الآلة كالنحو، والصرف، والبلاغة، وغير ذلك إلى أن ينالوا الإجازة العلمية حيث يرجع كل واحد منهم إلى قريته أو إلى أية قرية أخرى لكي يقوم هو الآخر بدوره في إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم من وضـوء، وطهارة، وصلاة، ومعرفة الحلال والحرام، وغير ذلك من الأمور المهمة في الإسلام.
( ) عبد الرحمن بن محمود التاغي (1247ـ1304) عبد الرحمن بن محمود بن زين الدين بن يوسف الماويتي التاغي الشيرواني الشيخ الصوفي النقشبندي المعروف بـ (سيدا)...ولد سنة 1247 (1831م) وقضى شطرا من طفولته في كنف والدته التي كانت هي الأخرى سليلة أسرة دينية فوجهته منذ البداية نحو العلم والزهد لكنها ماتت وهو لا يزال في العاشرة من عمره فاعتنى به والده الملا محمود وانفرد به فقرأ عليه بعض الكتب والعلوم الشرعية واللغوية...ودرس على الملا عبد الصمد الإيروني، والشيخ ضياء الدين الأرواسي، والملا عبد القهار النمري، وعبد الرحمن الهيزاني...خلف شيخه صبغة الله الأرواسي الذي مات سنة 1287 وبرز كواحد من مشاهير شيوخ النقشبندية في شمال كردستان...مات ضحى يوم الخميس (20) من ربيع الأول من سنة 1304 (4/12/1886) ودفن في قرية نورشين. نقلاً عن: حمدي عبد المجيد السلفي و تحسين إبراهيم الدوسكي، عقد الجمان في تراجم العلماء والأدباء الكرد المنسوبين إلى مدن وقرى كردستان، ج3، ط1، الشارقة، مكتبة الأصالة والتراث، 1429ه ـ2008م، ص1189.
( ) (سيدا) كلمة كردية وتعني الأستاذ، أو المعلم.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتية، ص41.
( ) قرية قريبة من قرية "نورس" مسقط رأس سعيد النورسي وقد ذهب إليها سعيد النورسي في صغره لتعلّم القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم.
( ) هي أيضاً قرية قريبة من قرية "نورس" وقد ذهب إليها سعيد النورسي في صغره طلباً للعلم وبقي فيها شهراً.
( ) إحسان قاسم الصالحي،بديع الزمان سعيد النورسي نظرة عامة عن حياته و آثاره، ط3، إخلاص نور نشريات، آنقرة، 2000م، ص21.
( ) ينظر: سهيل صابان، الأوضاع الثقافيّة في تركيا في القرن الرابع عشر الهجري ـدراسة وتقويم ـ، أطروحة دكتوراه غير منشورة، ص416.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، آثار بديعية، الاتحاد للنشر، استانبول، 1999م، ص659.
( ) سليمان جفك، (سنة 1992م)، حياة ونضال بديع الزمان سعيد النورسي، مجلة نو بهار (الربيع الجديد)، استانبول، العدد السادس، ، ص21.
( ) ولعلّ الصواب ألفة.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، ديوان الحرب العرفي وسعيد الكردي، ترجمة شكري أصلان الكردستاني، غير مطبوع، ص26.
( ) كثيرا ما كانت ترفع التقارير إلى السلطان وكانت تحتوي إما على حقائق مشوّهة، أو أخبار معكوسة في بعض الأحيان.
( ) صحيفة كانت تصدرها جمعيّة التعاون والترقّي الكردي (كورد تعاون و ترقى جمعيتى) وكان رئيس تحريرها يدعى أحمد جميل باشا، وعرفت الصحيفة بأنها صحيفة سياسية، دينية، اجتماعية، أسبوعية، وكان سعيد النورسي من أبرز كتابها، ومن مقالاته المشهورة فيها:1- مقالة بعنوان: (أيها الكرد) وقد كتبها باللغة الكرديّة و نشرت في العدد الأول من الصحيفة، وكان المقال يحتوي على مجموعة من النصائح للشعب الكردي وحثهم على التمسك بدينهم. 2- مقالة أخرى بعنوان: دور الدين في حياة الكرد.
( ) جريدة فولكان (volkan)وتعني البركان، كانت الجريدة لسان حال جمعيّة الاتحاد المحمّدي، وكان السيد درويش وحدتي رئيس تحريرها، وقد عرف عنه شدّة عدائه لجمعيّة الاتحاد والترقّي حيث كان يكتب مقالات عنيفة في الجريدة المذكورة ضدهم وقد نبّهه سعيد النورسي على خطورة ذلك على حياته مراراً إلاّ أنّه لم يعمل بنصيحته مما أدّى إلى اعتقاله ومن ثمّ إعدامه على يد الاتحاديين.
( ) ولد مصطفى كمال باشا عام 1298هـ _ 1880م في مدينة سلانيك وكان من عائلة يقال أنها تركية، وهناك شكوك كثيرة حول نسبه، فالبعض ينسبونه إلى أحد الموظفين الحكوميين كان يدعى علي رضا، بينما يقول آخرون إنه_ أي مصطفى كمال_ من يهود الدونمة، أما والدته فهي زبيدة هانم، بعدما أكمل مصطفى باشا دراسته الابتدائية والثانوية دخل المدرسة العسكرية وتخرج منها برتبة ضابط في الجيش العثماني، وبعدها بفترة التحق بالأكاديمية الحربية في مدينة استانبول، ثم دخل كلية الأركان وتخرج منها برتبة نقيب، تزوج مصطفى كمال باشا من لطيفة هانم ابنة أحد كبار الأغنياء في مدينة أزمير وقد أمر أن تجرى مراسيم زواجه على الطريقة الغربية،لم يدم زواجه كثيرا حيث قام مصطفى كمال بتطليق زوجته التي لم تعد تتحمل تصرفاته الجنونية،وأخلاقه الدنيئة، وميوله الإجرامية.
قام مصطفى كمال_ الذّي لقب فيما بعد بـ (أتاتورك) أي أبو الأتراك_ بقيادة الحركة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي، واستمر في نضاله السياسي إلى أن أصبح أول رئيس للجمهورية التركية عام 1342هـ 1923م، وقد توفي سنة 1357هـ _ 1938م.
( ) عبد الرحمن الاخضري (918 - 983 هـ) (1512 - 1585 م) عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عامر الاخضري، النطيوسي، المغربي، المالكي (الصدر) حكيم، منطقي، مشارك في انواع من العلوم، من آثاره: السلم في المنطق وشرحه، الجوهر المكنون في ثلاثة فنون، الدرة البيضاء في احسن الفنون والاشياء، مختصر في العبادات على مذهب مالك، وشرح السراج في الفلك، نقلاً عن: كحالة، عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني الدمشق (المتوفى: 1408هـ)، معجم المؤلفين، مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، ج5، ص187.
( ) الكلنبوي (000 - 1205 هـ = 000 - 1791 م) إسماعيل بن مصطفى بن محمود، أبو الفتح الكلنبوي الرومي، ويعرف بشيخ زاده: قاض حنفي عثماني. اشتهر بالرياضيات والمنطق. نسبته إلى بلدة (كلنبة) من ولاية (آيدين) ووفاته في تسالية (من يني شهر) وكان قاضيا فيها. له تصانيف، منها (دقائق البيان في قبلة البلدان - ط) خمسة مجلدات، في فقه الحنفية، و (البرهان - ط) رسالة في المنطق، و (حاشية - ط) على البرهان، ورسالة في (الربع المجيب - خ) فلك (في دار الكتب 4008 ك) و (رسالة في القياس - ط) و (حاشية على شرح الدواني للعقائد العضدية - ط) ورسالة في (آداب البحث والمناظرة - خ) في الظاهرية (الرقم العام 6113) وكتاب سمي (كلنبوي على التهذيب - ط) في المنطق، و (المراصد لتبين الحال في المبادي والمقاصد - خ). نقلاً عن: الزركلي، الأعلام، ج1 ص327.
( ) مدينة تقع في شمال تركيا نفي إليها سعيد النورسي سنة 1936م وبقي هناك تحت الإقامة الجبريّة ما يقارب سعة أعوام تعرّض خلالها لمضايقات كثيرة، وعدّة محاولات قتل بواسطة دسّ السم في طعامه.
( ) قضاء يقع في الوسط الغربي من تركيا نفي إليه سعيد النورسي سنة 1944 وظلّ فيه ما يقارب أربع سنوات.
( ) مدينة تقع في جنوب شرق تركيا سافر إليها سعيد النورسي في الأيام الأخيرة من عمره حيث توفّي هناك ودفن فيها قبل أن تقوم السلطات التركيّة بنبش قبره وأخذ جثمانه إلى مكان مجهول.
( ) مستشفى المجاذيب أي المجانين.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتيّة، ص69.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتيّة، ص75.
( ) يذكر الأستاذ مصطفى صنغر: أن الأستاذ بعدما عانى ما عانى من عهد الحزب الواحد (عهد مصطفى كمال وعصمت إينونو) كان يخاطب نفسه قائلاً: أيا سعيد تجرّع أذى هذا الاستبداد الرهيب عقاباً لما اعترضت على سلطان رؤوف شفيق أنه مستبد. نقلاً عن الأستاذ إحسان قاسم الصالحي في ترجمته لكتاب سيرة ذاتيّة ص76، الهامش 115.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتيّة، ص75.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، صيقل الإسلام، ص541.
( ) الإنكشارية هو ذلك الجيش الذي شكله السلطان أورخان، وكان مؤلفا من أبناء نصارى البلدان الأوروبية المفتوحة حيث كان يؤتى بهم ويلقنون مبادئ الإسلام، وحب السلطان، ومن ثمّ يدربون على حمل السلاح وفنون الحرب لاستخدامهم في أوقات الشدّة، لقد كانت المهمة الأولى والأساسية للجيش الانكشاري هي حماية الدولة العثمانيّة، والقتال ضد أعدائها، وقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسناً في الحروب التي خاضها، وإليهم يعود الفضل في انتصار العثمانيين أثناء فتح القسطنطينيّة، إلاّ أن أفراد ذلك الجيش قد تغيّروا بمرور الزمن، وأصبحوا مصدر قلق للدولة العثمانيّة، فبعد اختلاطهم بسكان المدن، واطّلاعهم على نمط العيش فيها فسدت طباعهم، وانغمسوا في الملذات والمحرمات، واستصعبوا الذهاب إلى القتال، وفضّلوا العيش في المدن، وبدأوا بالاعتداء على الناس الأبرياء، وطالبوا بالمزيد من الاعطيات من السلطان، وحتى مشاركتهم في الحروب كان بهدف السلب والنهب، واستمرّ الحال على هذا المنوال إلى أن اشتدت قوتهم يوماً بعد يوم حتّى أصبح الكثير من السلاطين ألعوبة بأيديهم؛ يعزلونهم متى شاءوا، أو يقتلونهم إذا أصرّوا على مخالفتهم أو وضع حدّ لطغيانهم، وهكذا استمروا في غيهم إلى أن تسلّم السلطان محمود الثاني الحكم سنة 1223هـ _ 1808م حيث بدأ يخطط للتخلص من الانكشاريّة، وفي سنة 1242هـ _ 1826م قام بتشكيل جيش جديد وقام بواسطته، وبمعاونة عامّة أفراد الشعب بالقضاء عليهم، وقد استخدم المدفعية التي أمطرت الانكشارية بالقذائف، وقتل منهم ما يقارب الثمانية آلاف حتّى قيل إن مياه مضيق البسفور قد تعفّن من كثرة الجثث التي ألقيت فيها، وبذلك تمكّن السلطان محمود الثاني من إنهاء فساد الانكشاريّة
( ) النظام الجمهوري هو ذلك الحكم الّذي يتمّ فيه اختيار رئيس الدولة عن طريق الانتخابات ولمدّة معيّنة، ويسمح هذا النظام لمن تتوفّر فيه الشروط و الصفات المطلوبة أن يصل إلى منصب الرئيس الأعلى للدولّة إذا فاز في الانتخابات، بعكس النظام الملكي الّذي يسير وفق فكرة الوراثة في الحكم حيث يرث الابن الحكم عن والده والأخ عن أخيه وهكذا.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، صيقل الإسلام، ص527.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص425.
( ) الدكتور محمد فاروق النبهان، نظام الحكم في الإسلام، الكويت، من مطبوعات جامعة الكويت، 1987م، ص69.
(( بديع الزمان سعيد النورسي، صيقل الإسلام، ص509.
(( لعله يقصد بذلك أنّ فطرة البشر لا تتقبل المساواة المطلقة بل لا بد من تفضل بعضهم على بعض في أمور معيّنة والله أعلم.
(( بديع الزمان سعيد النورسي، اللمعات، ص257.
(( المائدة، 32.
(( بديع الزمان سعيد النورسي، صيقل الإسلام، ص337.
( ) لقد سئل الأستاذ النورسي هذا السؤال أثناء تجواله بين العشائر الكرديّة في كردستان تركيا، وقد جمع الأستاذ النورسي تلك الأسئلة وطبعها ضمن رسالة سماها (رجتة العوام).
( ) ولعلّ الصواب ماحي الإنسانيّة.
( ) آل عمران، 159.
( ) الشورى، 38.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، رجتة العلماء، ص124.
( ) ولعلّ الصواب قد شارفت.
( ) يقصد بالمشروطية إعلان الدستور العثماني الذّي صدر في عام 1876م وذلك عندما تسلّم السلطان عبد الحميد الثاني السلطنة العثمانية، وتسمّى تلك المشروطيّة بالمشروطية الأولى أي إعلان الدستور لأول مرة، هذا وقد أوقف السلطان عبد الحميد الثاني العمل بالمشروطيّة الأولى منذ إعلانه بسبب بعض الاضطرابات التي وقعت آنذاك، واستمر الحال على ذلك إلى سنة 1908م حيث أعيد العمل بالمشروطية (الدستور) مرّة أخرى، وسميت بالمشروطية الثانية.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، ديوان الحرب العرفي، ترجها وعلّق عليها الأستاذ شكري أصلان الكردستاني، ص5.
( ) يقصد به قادة انقلاب جمعيّة الاتحاد والترقّي الّذين قاموا بالانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1908م، وقد كان الأستاذ النورسي يحاول أن يقدّم لهم النصح والإرشاد ويحثّهم على الاستفادة من أخطاء السلاطين وعدم تكرارها إلاّ أنهم خيّبوا آمال النورسي حيث فاق استبدادهم استبداد السلاطين وبذلك زادوا الطين بلّة.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، سيرة ذاتيّة، ص81.
( ) عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد، ص8.
( ) ولعلّ الصواب خيرٌ.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، رجتة العوام، ص136.