الآثار التربوية والاجتماعية للإيمان باليوم الآخر
من خلال رسائل النور
بقلم: الدكتور آزاد سعيد سمو
إقليم كردستان العراق/جامعة دهوك ـ كلية العلوم الإنسانية
(e.mail;
[email protected])
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد...
إنّ الإيمان باليوم الآخر هو واحد من أركان الإيمان الستة حيث لا يعد مؤمنا من لم يعتقد بذلك اليوم، لقد قسم الله جلّ وعلا الحياة عموما إلى قسمين أو لنقل إلى مرحلتين:
أولاً: مرحلة الحياة الدنيا.
ثانياً: مرحلة الحياة الآخرة.
وجعل الموت حدّاً فاصلاً بين الحياتين، وبناء عليه من الخطأ أن نفهم بأن الموت هو نهاية الحياة وإنما هو نهاية للمرحلة الأولى منها، لذلك عرف الموت بأنه: انتقال للإنسان من دار الدنيا إلى دار الآخرة، هذا ولو قمنا بإجراء المقارنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة لتوصلنا إلى ما يأتي:
1- الحياة الدنيا قصيرة ومحددة بسنوات معدودة، قال تعالى ﴿ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾( )، بينما الحياة الآخرة طويلة بل أبديّة حيث لا نهاية لها بغض النظر عن كونها سعيدة أو تعيسة، ﴿ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإنّ يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون﴾( ).
2- الحياة الدنيا دار عمل وابتلاء وامتحان، قال تعالى: ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون﴾( ) ، أما الحياة الآخرة فهي دار جزاء ونيل لثمار الأعمال لذا قيل (الدنيا مزرعة للآخرة)، قال تعالى: ﴿إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون﴾( ).
3- بإمكان الإنسان في الحياة الدنيا أن يتراجع ويندم على أعماله وأقواله الخاطئة واعتقاداته الباطلة، قال تعالى: ﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما﴾( )، أما في الحياة الآخرة فلا يمكن التراجع ولا ينفع الندم لأنه انتهى وقته، قال تعالى: ﴿إنّ الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين﴾( ).
4- نستخلص من خلال المقارنة السابقة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة إلى أنّ حياتنا الدنيا هذه لا تساوي شيئاً أمام حياتنا الأخروية لا من حيث المدّة الزمنية، ولا من حيث المقاييس والموازين، وكذلك بالنسبة للملذات والطيباب فشتان بين الحياتين من كافة النواحي.
لذلك نجد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة مئات الآيات والأحاديث التي تحثّنا على العمل للآخرة واستثمار سنوات العمر لإرضاء الله تبارك وتعالى، والعمل ليل نهار لكسب المزيد من الأعمال الصالحة المتنوعة وادخارها ليوم﴿لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم) ﴾( ).
الحكمة هي واحدة من صفات الله تبارك وتعالى وإنّ من تمام حكمته وجود يوم يحاسب فيه كلّ بني آدم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشر وإلاّ لما كان هناك أي مبرر لهذه الحياة الدنيا حيث يموت كل يوم آلاف الظلمة والقتلة والمجرمين دون أن ينالوا عقابهم في الدنيا، وفي المقابل يموت مثل ذلك العدد من أولياء الله الصالحين المتقين الذين كانوا يعملون ليل نهار في سبيل هداية الناس وإرشادهم لسلوك صراط الله المستقيم تراهم يموتون دون أن يحس بهم أحد أو يذكرهم بخير، فهل تقبل حكمة الله تعالى وعدله أن يموت هؤلاء وأولئك وتنتهي القصّة وكأن شيئا لم يكن، ويتحول الجميع إلى التراب الذي خلقوا منه في البدأ؟! حاش لله أن يكون الأمر كذلك، يقول الله تعالى في ذلك: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلاّ هو ربّ العرش الكريم﴾( )، (فهذا النص يكشف لنا أنه لو لم يكن وراء هذه الحياة التي تنتهي بالموت حياة أخرى تكون فيها الرجعة إلى الله للحساب والجزاء وإقامة محكمة العدل والفضل الإلهية لكانت عملية الخلق ضربا من العبث والله عز وجلّ وتبارك وتعالى منزه عنه، فلا يكون في شيء من أفعاله وأحكامه، وأوامره وشرائعه عبث، بل لابدّ في كلّ ذلك من غايات حكيمة تحددها إرادة الخالق المستندة إلى علمه المحيط بكل شيء)( )، وإذا كان سلاطين الدنيا يمارسون حق الثواب والعقاب فما بالك بسلطان الكون كلّه، يقول الأستاذ سعيد النورسي في ذلك: (إنه ليس هناك سلطان عظيم دون أن يكون له ثواب للمطيعين وعقاب للعاصين فلا بدّ من أنّ السلطان السرمدي_وهو في علياء الربوبية المطلقة_ له ثواب للمنتسبين إليه بالإيمان والمستسلمين لأوامره بالطاعة، وعقاب للذين أنكروا عظمته وعزته بالكفر والعصيان، ولا بدّ من أنّ ذلك الثواب سيكون لا ئقا برحمته وجماله، وذلك العقاب سيكون ملائما لعزّته وجلاله)( ).
إنّ من بين الأهداف بل في مقدمة الأهداف التي حاول الأستاذ سعيد النورسي تحقيقها في نفسه أولاً ثمّ في نفوس طلاّب النور الارتباط الوثيق بالآخرة، والعمل لها ودعوة الآخرين إلى ذلك أيضا، لذا فلا غرابة من أن نرى طلاّب النور وكذلك قرّاء رسائل النور يذكرون الآخرة باندفاع منقطع النظير، ويعملون لها بحماس عجيب، استمع إلى الأستاذ سعيد النورسي وهو يخاطب نفسه: (فيانفسي إن كنت تجعلين الحياة الدنيا غاية المقصد وأفرغت في سبيلها جهدك فسوف تكونين في حكم أصغر عصفور، أما إن كنت تجعلين الحياة الأخرى غاية المنى وتتخذين هذه الحياة الدنيا وسيلة لها ومزرعة، وسعيت لها سعيها...فسوف تكونين في حكم سيد الأحياء والعبد العزيز لدى خالقه الكريم، وستصبحين الضيف المكرم الفاضل في هذه الدنيا. فدونك طريقان اثنان، فاختاري أيما تشائين واسألي الربّ الرحيم الهداية والتوفيق)( ) إذاً يخيّر الأستاذ سعيد النورسي نفسه ونفوس طلاّب النور من خلال مخاطبته لنفسه بين أن تكون في حكم أصغر عصفور وبين أن تكون في حكم سيّد الأحياء والعبد العزيز عند خالقه الكريم، فشتّان ما بين الاختيارين والمرتبتين، هكذا يقلّل الأستاذ النورسي من شأن الحياة الدنيا وقيمتها وبذلك يحفّز نفسه ونفوس طلاّب النور نحو العمل للآخرة والسعي لإرضاء الله تبارك وتعالى، وعندما نقول بأن الأستاذ النورسي كان يدعو إلى التقليل من شأن الدنيا فإنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنه كان يدعو إلى ترك الدنيا بحذافيرها جملة وتفصيلاً وتركها للآخرين، لأنّ ذلك مخالف لسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلّم، وإنما كان الأستاذ النورسي يقصد من وراء ذلك توجيه طلاّب النور إلى عدم التكالب على الدنيا وملذّاتها على حساب الآخرة والعمل لها.
لقد تمكن لأستاذ سعيد النورسي من تربية نفسه ونفوس طلاّب النور على حبّ الآخرة والعمل لها والابتعاد كل البعد عن كل ما ينافي ذلك أو يحول دونها، لذا فعندما بعث إليه أحد طلاّب النور ذات يوم رسالة يقول له فيها: (لو كنت في مصر أو أمريكا لكنت تذكر في التاريخ بإعجاب وفخر) أجابه الأستاذ النورسي بقوله: (أخي العزيز الفطن: نحن نهرب من احترام الناس إيانا..فاللهاث وراء الشهرة التي هي رياء عجيب، ودخول التاريخ بفخر وبهاء وهو عجب ذو فتنة، وحب الظهور وكسب إعجاب الناس كلّ ذلك مناف ومخالف للإخلاص الذي هو أساس مسلك النور وطريقه)( ) )( ) ، وكثيرا ما كان يخاطب طلاّب النور بقوله: (ادفن مزاياك تحت تراب الخفاء لتنمو)( ) فـ(تأمل هذه العبارة البليغة وهذا التشبيه الرائع حيث شبه الأستاذ النورسي مزايا الإنسان بالحبات أو البذور التي تدفن تحت التراب لكي تنمو وتتكاثر، فمثلا صاحب الزرع الذي يدفن حبات القمح تحت التراب لا يقول إنني قد خسرت هذه الحبات لأنه يدرك بأن كل واحدة منها سوف تنبت العشرات من الحبات الأخرى، وهكذا هو شأن من يعمل للآخرة فعندما يخفي مزاياه فإنّ تلك المزايا ستنبت الكثير من المزايا الأخرى له وإخوانه إن شاء الله تعالى)( ).
آثر الإيمان باليوم الآخر من خلال رسائل النور:
إنّ النفس الإنسانية بحاجة إلى التربية الإيمانية الرصينة باستمرار لكي تتحول تلك النفس من نفس أمّارة بالسوء إلى نفس مطمئنة مؤمنة، والتربية يجب أن تبدأ بالفرد وتمر بالأسرة لكي تصل إلى المجتمع، فالفرد هو الركيزة الأساسية للمجتمع حيث تتكون الأسرة من مجموعة من الأفراد، ويتكون المجتمع من مجموعة من الأسر، لذا ينبغي الاهتمام بتربية الفرد والأسرة والمجتمع جنبا إلى جنب وبكافة الوسائل والسبل المناسبة، هذا ومن بين تلك الوسائل بل من أهمها تربية النفس من خلال الإيمان باليوم الآخر والعمل له، فـ(الإيمان بالآخرة ضرورة أخلاقية تقتضيها مفاهيم العدل الإلهي والفضل الإلهي، وحينما نبحث عن الضوابط التي يمكن أن تضبط سلوكه نجد ضوابط ضعيفة وناقصة إلاّ ضابطا واحدا هو مراقبة الله والخوف من عقابه يوم القيامة، وبهذا تغدو قضية الإيمان باليوم الآخر ضرورة إنسانية لحل مشكلة الجنوح الإنساني، ولمنح المجتمعات الإنسانية أفضل صورة ممكنة من السعادة الجماعية في ظروف هذه الحياة الدنيا، ولدفع الإنسان إلى الخير والارتقاء في سلم الفضائل الفردية والجماعية)( ).
لقد ذكر الأستاذ سعيد النورسي في رسائل النور العديد من الآثار التربوية والاجتماعية للإيمان باليوم الآخر على النفس الإنسانية وفيما يأتي بعض منها:
أولاً: الآثار التربويّة:
لا شكّ أنّ للإيمان باليوم الآخر آثارا تربوية طيبة على الفرد والمجتمع، فالإنسان الذي يعتقد بوجود يوم يجمع الله تبارك وتعالى فيه الأولين والآخرين للعرض والحساب، وأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء مهما دقّ وصغر، وأنه لا يمكن لأحد أن ينجو من الحساب في ذلك اليوم ولا يسأل حميم حيما، لا شك في أن الإنسان الذي يؤمن بكل ذلك سوف ينعكس ذلك الإيمان على سلوكياته وتصرفاته اليومية انعكاسا إيجابيا يدفعه نحو الصلاح والتقى والعمل على كسب رضا الله سبحانه وتعالى لكي ينجو من هول ذلك اليوم.
لقد تمكن الأستاذ سعيد النورسي من تربية طلاب النور من خلال الإيمان باليوم الآخر وجعله حافزا قويا للاندفاع نحو العمل للآخرة بحماسة منقطعة النظير، وفيما يأتي بعض من تلك الجوانب:
1- الدنيا دار العمل والآخرة دار الأجر.
سبق وأن أشرت إلى أنّ الله تعالى قد قسّم الحياة إلى مرحلتين اثنتين: مرحلة الحياة الدنيّوية، ومرحلة الحياة الأخرويّة، وأن لكل من المرحلتين خصوصياتها ومميزاتها، وهنا أود الإشارة إلى نقطة جوهرية في هذه المسألة وهي طبيعة العلاقة بين الحياتين فأقول: بما أن الحياة الأخروية هي امتداد للحياة الدنيوية، ومصير الإنسان في الحياة الأخروية مرتبط بما يبذله في حياته الدنيوية لذا عليه أن لا يحرص على قطف ثمار أعماله في هذه الحياة الفانية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة رفض المكافئة الدنيوية على أعماله الصالحة إذا أتته، وإنما عليه أن لا ينتظر الأجر والمكافئة الدنيوية لأن الدنيا دار العمل والآخرة دار الجزاء، وأن الجزاء الدنيوي حتى لو أتاه فإنه لا يساوي شيئا أمام الجزاء الأخروي الذي ادخره الله تعالى له، يقول الأستاذ سعيد النورسي: (إنّ هذه الدنيا دار عمل وليس موضع أخذ الأجرة، فثواب الأعمال الصالحة وثمراتها وأنوارها تمنح في البرزخ والآخرة، وأن جلب تلك الثمرات الباقية إلى هذه الدنيا وطلبها في هذه الدنيا يعني جعل الآخرة تابعة لهذه الدنيا، وعندها ينثلم إخلاص تلك الأعمال الصالحة ويذهب نورها.
نعم إن الثمرات لا تطلب ولا تنوى قلباً، بل يشكر عليها إذا ما منحت للحث)( ).
إذا فالأجر الدنيوي لا ينبغي أن يكون الهدف والمبتغى لأن ذلك سوف يؤدي إلى الحرمان من الأجر والثواب في الآخرة، هذا وقد أشار الأستاذ سعيد النورسي في كلامه السابق إلى مسألة في غاية الأهمية وهي: رغم أنه لا يجوز أن يكون الأجر الدنيوي هدفا إلاّ أنه ينبغي في حالة تحققه وحصوله استثماره في الاندفاع نحو بذل وتقديم المزيد من الأعمال الصالحة والخدمات النافعة لنيل المزيد من الأجر الأخروي في يوم القيامة.
هذا وقد حذّر الأستاذ سعيد النورسي طلاّب النور في أحد رسائله من الحرص على قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية حيث يقول: (إن هذه الدنيا هي دار خدمة وعمل وليس دار ثواب ومكافئة، فالذين يرغبون في قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية إنما يستبدلون المكافأة الدنيوية الفانية بثمار الآخرة الأبدية الباقية، فضلاً عن أن هذا يدل على بقايا تعلق بالدنيا ورغبة في الاستمتاع بها، ويكون هذا سببا في خفوت شوقهم وتطلعهم إلى الحياة البرزخية، بل يريدون هذه الحياة إذ يجدون فيها نوعا من ثمار الآخرة)( ).
لقد حذّر الأستاذ سعيد النورسي طلاب النور من الرغبة في قطف ثمار أعمالهم في الحياة الدنيا لأن ذلك قد يؤدي إلى خفوت شوقهم إلى الآخرة وازدياد تعلقهم بالدنيا الفانية وملذاتها الزائلة وهذا منزلق خطير يؤدي إلى المهالك والعياذ بالله، هذا وقد وصف أحد الصالحين الدنيا بالماء المالح الذي كلما ازداد منه الضمآن ازداد عطشا، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.
2- تسخير الحياة الفانية لكسب الحياة الباقية.
من خلال المقارنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة تبين لنا بأن الحياة الدنيا محدودة بعدد من السنين والشهور والأيام، أي أنها محدودة بمدة زمنية ربما تكون طويلة نسبيا وربما تكون قصيرة، وهذه المدة الزمنية التي نسميها العمر ليست كلها مثل بعض حيث يمر بعضها بالسعادة والأفراح والطيبات، ويمر بعضها الآخر بالشقاء والأحزان والأسقام، أما الحياة الآخرة فليست محدودة بزمن حيث لها بداية ولكن ليست لها نهاية بل هي حياة سرمدية خالدة ويعيش الإنسان فيها إما في سعادة دائمة وإما في شقاء دائم، وبالعودة إلى المدة الزمنية لكلا الحياتين يتبين لنا بأن الحياة الدنيا لا تساوي شيئا أمام الحياة الآخرة، لذا فالإنسان العاقل والحريص على مصلحته وسعادته هو الذي يسخر حياته الفانية القصيرة لكي يكسب ويضمن حياته الباقية الدائمة، قال تعالى في محكم كتابه: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون﴾( )، وهذا ما كان يؤكد عليه الأستاذ سعيد النورسي في رسائله دوما حيث قال في إحدى رسائله: (اعلم أن الحياة أثمن شيء في عالم الموجودات، وأنّ ما يخدم الحياة هو أرقى واجب من بين الواجبات كلها، وإن السعي لصرف الحياة الفانية إلى حياة باقية هو أغلى وظيفة في الحياة.
واعلم أن خلاصة قيمة هذه الحياة وزبدتها وأهميتها البالغة هي في كونها نواة للحياة الخالدة ومنشأ لها، حتى أن تصور خلاف هذا أي حصر الهم والعلم في هذه الحياة الفانية هو إفساد أي إفساد للحياة الأبدية وليس ذلك إلاّ جنونا وبلاهة كمن يستبدل برقا خاطفا بشمس سرمدية)( ).
إذا يرى الأستاذ سعيد النورسي بأنه لو كانت لهذه الحياة الدنيا من قيمة فإنها تكمن في كونها نواة للحياة الخالدة، وأساسا تبنى عليه الحياة الأخروية وإلاّ فليست لهذه الحياة الدنيا بحدّ ذاتها أية قيمة تذكر كما قال تعالى: ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصرفا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور﴾( ).
3- الإيمان بالآخرة يؤدي إلى إصلاح المذنبين.
لا شك بأنّ كل إنسان معرض للخطأ وارتكاب الذنوب والمعاصي وإلاّ لما كانت هناك حاجة للثواب والعقاب والجنة والنار، يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: (كل بني آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون).
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى صلاح وتوبة العصاة والمذنبين، ومن تلك الأسباب إن لم نقل من أهمها الإيمان باليوم الآخر وتذكر أهواله، قال تعالى: ﴿يا أيها الناس إنّ وعد الله حقّ فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور﴾( ).
لقد تحدث الأستاذ سعيد النورسي في إحدى رسائله كيف يعمل الإيمان باليوم الآخر على إصلاح العصاة والمذنبين حيث قال: (..يهتف الإيمان بالآخرة بأولئك الأطفال قائلاً لهم: "دعوا الوقاحة والإهمال فقدامكم جنة النعيم فلا تشغلوا أنفسكم عنها الألاعيب" فيمكّن الأخلاق عندهم بإرشاد القرآن الكريم.
ويخاطب الشباب: "إنّ أمامكم نار جهنم فانتهوا من السكر والعربدة" ويجعلهم يثوبون إلى رشدهم".
ويخاطب الظالم: "احذر فإنّ عذابا شديدا سيحلّ بك" فيردعه عن الظلم ويرضخه إلى العدالة.
وقياساً على هذا فإنّ الإيمان بالآخرة يبين تأثيره الطيب ويرسل شعاع نوره إلى كل طائفة، جزئيها وكليّها، عامها وخاصها، قليلها وكثيرها)( ).
إنّ للإيمان باليوم الآخر والحشر والحساب تأثيرا كبيرا على كل إنسان لذلك يجب على المربين والمصلحين والخطباء والدعاة أن يركزوا على عقيدة الإيمان باليوم الآخر في عملهم التربوي والإصلاحي والدعوي، والإشارة إلى العواقب الوخيمة التي تنتظر العصاة والمذنبين كل حسب معصيته وذنبه وجرمه إذا لم يتوبوا إلى الله ويقلعوا عن ارتكاب ما نهى الله تعالى ورسوله عنه وبذلك سيتمكنون من إصلاح الكثير من أصحاب الذنوب والمعاصي الذين قست قلوبهم بسبب غفلتهم عن اليوم الآخر وأهواله.
4- الإيمان باليوم الآخر يؤدي إلى تحمل المشاق في سبيل الله.
لا شك بأن الذي يقوم بمهمة الدعوة إلى الله سبحانه سيلقى آلاما ومتاعب كثيرة، وهذه هي طبيعة الدعوة إلى الله تعالى، وقدوتنا في ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تعرض لأشد أنواع القسوة والظلم والأذى على يد عشيرته وأقربائه، وكذلك صحابته تعرضوا لمثل ذلك، وكل من سار على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم ودعا إلى ما كان يدعو إليه تعرضوا ويتعرضون للمشاق والمتاعب والظلم والاضطهاد وهو ما أشار إليه ورقة بن نوفل بقوله مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلاّ عودي).
والذي يقرأ سيرة الأستاذ سعيد النورسي يتعجب من شدة صبره وتحمله أمام المحن والأذى والمتاعب التي تعرض لها في سبيل نشر أفكاره الإصلاحية حيث قضى ربع قرن تقريبا من حياته المباركة في السجون والمنافي وتحت الإقامة الجبرية، وتعرض للتسميم أربع عشرة مرّة (لقد كانت رعاية الله سبحانه للأستاذ سعيد النورسي واضحة للعيان حيث كان الله تعالى ينجيه في كل مرة عندما كان يتعرض للتسميم وإلا لا يمكن لإنسان حسب المقاييس الطبية والبشرية أن ينجو من أربع عشرة حالة تسميم لو لا التدخل الإلهي)، استمع إلى الأستاذ النورسي وهو يتحدث عن مدى تأثير الإيمان باليوم الآخر على تحمله وتحمل طلاّب النور المشاق والآلام في سبيل الله حيث يقول: (لو لا الإيمان بالآخرة الذي أمدني وإخواني في مصيبتنا الرهيبة ودخولنا السجن هذا _دون ذنب اقترفناه_ لكان مرارة تحمل يوم واحد من أيام العذاب كالموت نفسه، ولساقتنا هذه المصيبة إلى ترك الحياة ونبذها...فأتحمل كل هذا الحزن والأسى بذلك الإيمان بالآخرة رغم أنني ما كنت أتحمل أية إهانة وتحكم من أحد مهما كان ، فإني أقسم لكم _لتطمئنوا_ أنّ نور الإيمان بالآخرة وقوته قد منحني صبرا وجلدا وعزاء وتسلية وصلابة وشوقا للفوز بثواب جهاد عظيم في هذا الامتحان إلى حد بتّ أعدّ نفسي في مدرسة كلها خير وجمال وحُقَّ أن تطلق عليها المدرسة اليوسفية)( ).
ثانيا: الآثار الاجتماعيّة:
المجتمع هو تلك البيئة التي يعيش ويترعرع فيها الإنسان، ويتكون المجتمع الصغير (البيت) من مجموعة من الأفراد تربطهم صلة القربى، أما المجتمع الكبير سواء كانت قرية أو مدينة فيتكون من مجموعة من البيوت و الأسر تربطهم علاقة المواطنة والجيرة لذا علينا جميعا العمل على تقوية هذه الروابط وتأسيس علاقات اجتماعية متينة مبنيّة على أساس التماسك والتعاون والتناصح فيما بين أفراد المجتمع، هذا وللإيمان باليوم الآخر آثارا اجتماعيّة طيّبة أشار إليها الأستاذ سعيد النورسي في رسائل النور نذكر منها:
1- الإيمان بالآخرة يؤدي إلى إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة.
السعادة هي مطلب يسعى الإنسان للحصول عليه بكل ما أوتي من قوّة، ونستطيع القول بأن كل ما يقوم به الإنسان في حياته من تحركات هي من أجل نيل السعادة، هذا الأمر وهذه الصفة يشترك فيها جميع البشر، ولكن الأمر الذي يختلفون فيه هو أنّ بعض البشر هدفهم ينحصر في كسب السعادة الدنيويّة فقط ولا يفكرون في السعادة الأخرويّة، بل ترى بعضهم مستعدين للتضحية بالسعادة الأخروية من أجل سعادة دنيوية مؤقتة، أما البعض الآخر وهم الذين منّ الله عليهم بنعمة الإيمان والفهم والبصيرة فهم الذين يعملون على كسب كلتا السعادتين الدنيوية والأخرويّة حيث لا منافات ولا تناقض بينهما، هذا وقد تطرق الأستاذ سعيد النورسي في رسائل النور للحديث عن أثر الإيمان باليوم الآخر على سعادة الإنسان حيث يقول: (...كم يكون الإيمان بالآخرة إذا كنزا عظيما كافيا ووافيا لهذا الإنسان الوثيق الصلة بهذه الرغبات والآمال التي لا تنتهي وهو لا يملك سوى جزء من الاختيار الجزئي ويتقلّب في الفقر المطلق، وكم يكون هذا الإيمان محورا للسعادة المطلوبة واللذة المبتغاة! وكم يكون مرجعا ومدار استمداد وسلوة له تجاه هموم الدنيا غير المحصورة؟ فلو ضحى هذا الإنسان بكل حياته الدنيا في سبيل الفوز بهذه الثمرات والفوائد لكانت إذن زهيدة)( ).
إنّ من طبيعة الإنسان عموما أنه شديد الصلة والتعلق بالرغبات والآمال الدنيوية، لذا تراه حريصا على جمع أكبر قدر ممكن من حطام الدنيا ومتاعها، فإذا كان نصيب أحدهم من ذلك كله الفقر والحرمان فهو أحد شخصين: إما مؤمن باليوم الآخر وإما غير مؤمن أو إيمانه به ضعيف، فأما الأول منهما وكما أشار إليه الأستاذ النورسي قبل قليل فكنزه ورأسماله الحقيقي هو الإيمان باليوم الآخر لذا تراه لا يعبه كثيرا بالدنيا وزينتها، فإذا أتته حمد الله تعالى وعمل على إرضاء الله سبحانه من خلال إنفاق ذلك المال في أمور الخير وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين، أما إذا لم يكن له نصيب منها فحسبه إيمانه بالله واليوم الآخر حيث هناك سينال ثوابه الحقيقي، أما الثاني _والعياذ بالله_فهو الذي خسر الدنيا والآخرة حيث أنه لم يصب شيئا من حطام الدنيا، ولم يظفر بالإيمان باليوم الآخر لكي يعوض ما فقده في الحياة الدنيا ذلك هو الخسران المبين، لذا ينبغي علينا الإيمان باليوم الآخر والعمل والسعي الدءوب لكسب ذلك اليوم لأن الإيمان باليوم الآخر هو خير وسيلة لمواجهة هموم الحياة الدنيا التي لا أول لها ولا آخر، ولا يفهمنّ أحد بأن الأستاذ سعيد النورسي يدعو في كلامه هذا إلى اتخاذ موقف سلبي تجاه الحياة الدنيا وتركها للآخرين، بل (كان الأستاذ سعيد النورسي يحثّ طلاّب النور وغيرهم على السعي والعمل الجاد للحصول على الرزق الحلال الذي به يقوى الإنسان على الاستمرار على طاعة ربّه وخدمة دينه، وكثيرا ما كان الأستاذ النورسي يشوّق للناس العمل والتكسب ويبين مزاياه ولذته للعامل وأن هذا الكون كلّه في عمل دائم لكي تستمر الحياة)( ).
2- الإيمان بالآخرة يؤدي إلى تماسك الأسرة.
الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع أو هي المجتمع بصورته المصغّرة، لذلك ركّز أعداء الإسلام هجومهم عليها وحاولوا هدم أركانها وفك الروابط فيما بينها لكي يسهل عليهم التغرير بأفرادها واحدا واحدا وجرّهم نحو هاوية الفساد والانحراف جرّا، فالأسرة بمثابة الحصن الحصين للفرد حيث يحتمي بداخله من الضياع والانحلال، ولقد عرّف الأستاذ سعيد النورسي الحياة الأسرية تعريفا لطيفا بقوله: (إنّ الحياة الأسرية هي قلعة الإنسان الحصينة ولا سيما المسلم فهي كجنته المصغرة ودنياه الصغيرة)( ).
لقد تطرق الأستاذ سعيد النورسي في ثنايا رسائل النور للحديث وبشكل مسهب عن الحياة الأسرية ومواصفات الأسرة المتماسكة والسعيدة، وفي كلامه الآتي بيان واضح لأهم مواصفات الأسرة الإسلامية السعيدة حيث يقول: (إنّ بيت كلّ إنسان هو دنياه الصغيرة بل جنته المصغّرة، فإن لم يكن الإيمان بالآخرة حاكما ومهيمنا في سعادة هذا البيت لوجد كل فرد من أفراد هذه العائلة اضطرابا أليما، وعذابا شديدا في علاقة بعضهم ببعض حسب درجات رأفته ومحبته لهم فتتحول تلك الجنة إلى جحيم لا يطاق.
ولكن ما أن يحلّ الإيمان بالآخرة في ذلك البيت حتى ينوّر أرجاءه مباشرة ويستضيء لأن علاقة القربى والرأفة والمحبة التي تربطهم لا تقاس على وفق علاقات تمتد إلى خلودهم وبقاءهم في دار الآخرة والسعادة الأبدية فيقوم عندئذ كل فرد باحترام خالص تجاه الآخرين ويوليهم محبة صافية، ويظهر رأفة صادقة، ويبدي صداقة وفيّة صارفا النظر عن التقصيرات فتتعالى الأخلاق وتسمو وتبدأ السعادة الإنسانيّة الحقّة بالتآلف في ذلك البيت)( ).
يرى الأستاذ سعيد النورسي رحمه الله كما هو واضح من كلامه السابق أنه يجب أن يهيمن الإيمان باليوم الآخر على البيت المسلم لكي يكون ذلك البيت سعيدا وإلاّ أصبح ذلك البيت الذي من المفترض أن يكون جنة الإنسان على الدنيوية إلى جحيم لا يطاق، فالإيمان بالآخرة من أهم الأسباب المؤدية إلى التماسك والترابط الأسري لأن الأسرة التي يجمعها الإيمان بالآخرة والعمل لها سوف لن تقتصر علاقتهم مع بعضهم البعض على الحياة الدنيوية الفانية، بل يطمحون إلى استمرار تلك العلاقة إلى الحياة الباقية، لذا ترى كلّ فرد في ذلك البيت حريصا على أن يجتمعوا في جنة الخلد معا وبالتالي يحاول كل واحد منهم أن يتقرّب إلى الله بأنواع الطاعات ويبتعد عما نهى الله تعالى عنه ليفوز بالجنة هو وباقي أفراد أسرته، إنّ البيت الذي تسود فيه مثل هذه الأجواء لا شكّ أن أفرادها سوف يتحلّون بالاحترام المتبادل، ويكون كلّ واحد منهم متمما وعونا للآخر في أموره الدنيوية والأخروية وبذلك يتحول ذلك البيت إلى جنة دنيوية يعيش فيه أفراده بسعادة غامرة وحياة هانئة.
3- أثر الإيمان باليوم الآخر على الحياة الاجتماعيّة.
إذا كانت الأسرة هي المنزل الصغير للإنسان فإنّ المجتمع هو بمثابة منزله الكبير الذي لا يستغني عنه، فحياة الإنسان في منزله الصغير (الأسرة) مهما كانت هانئة هادئة ومستقرّة فإنه لا يستغني عن منزله الكبير (المجتمع)، فالإنسان لا يمكنه بحال من الأحوال أن ينغلق على نفسه وأسرته ويقطع الصلة بينه وبين مجتمعه الذي يعيش فيه، لأن الإنسان ابن بيئته ويتأثر بها بغض النظر عن تلك البيئة إن كانت صالحة أم فاسدة، لذلك يجب على دعاة الإصلاح أن يبذلوا جهودا كبيرة لإصلاح المجتمع ككل لتسود الفضيلة والوئام والمحبة بين كافّة أفراده، ولتتقلّص الرذيلة والشقاق والنفاق والكذب والغشّ وكافة الأمراض الاجتماعية الأخرى في المجتمع.
إنّ من بين الأمور التي يمكنها أن تأثر في المجتمع لتحقيق الهدف السابق هو الإيمان باليوم الآخر، لذلك كان الأستاذ سعيد النورسي يرحمه الله يحاول بكل ما أوتي من قوّة أن تسود عقيدة الإيمان باليوم الآخر في المجتمع حيث يقول: (إنّ كلّ مدينة هي بحدّ ذاتها بيت واسع لسكنتها فإن لم يكن الإيمان باليوم الآخر مسيطرا على أفراد هذه العائلة الكبيرة فسيستولي عليهم الحقد والمنافع الشخصيّة والاحتيال والأنانيّة والتكلف والرياء والرشوة والخداع، بدلاً من أسس الأخلاق الحميدة التي هي الإخلاص والمروءة والفضيلة والمحبّة والتضحية ورضى الله والثواب الأخروي، وكانت معاني الإرهاب والفوضى والوحشيّة حاكمة ومسيطرة تحت اسم النظام والأمن والإنسانيّة التي يظهرونها، وحينئذ تتسمم حياة تلك المدينة، فيتّصف الأطفال بالوقاحة والإهمال، والشباب بالسكر والعربدة، والأقوياء بالظلم والتجاوز، والشيوخ بالبكاء والأنين)( ).
إذا فالإيمان باليوم الآخر هو بمثابة صمّام الأمان أمام الأمراض الاجتماعيّة الخبيثة فإذا انعدم ذلك الصّم أو أصابه الخلل فإنّ تلك الأمراض كالحقد والأنانيّة والرشوة والخداع.. سوف تستشري في جسم المجتمع وبالتالي ستفتك به وتقضي عليه، لذا ينبغي على أرباب الإصلاح ودعاة الخير والفضيلة العمل على نشر وتقوية عقيدة الإيمان باليوم الآخر داخل المجتمع لكي تتعافى من تلك الأمراض الاجتماعيّة الخطيرة ويسود فيه بدلا من ذلك الحبّ والوئام والإيثار والنصيحة والصدق وغيرها من الفضائل التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا الزمن الصعب الذي نشكو منه جميعاً.
إنّ الإيمان باليوم الآخر كفيل إذا ما حلّ في المجتمع بأن يقضي على أغلب الجرائم والمظالم والمخالفات التي يرتكبها أفراد من المجتمع حيث يمكن لذلك الإيمان أن يكون خير رقيب على تحركات وتصرفات أفراد المجتمع وبالتالي سوف يردعهم ذلك الإيمان من ارتكاب الجرائم والمخالفات وبذلك يتحول المجتمع إلى مجتمع أكثر أمنا واستقرارا (فليصغ إلى هذا علماء الاجتماع والسياسة والأخلاق من المعنيين بشؤون الإنسان وأخلاقه واجتماعه، وليأتوا ويبينوا بماذا سيملئون هذا الفراغ؟ وبماذا سيداوون ويضمدون هذه الجروح الفائرة العميقة)( ).
( ) الروم، 55.
( ) الحج، 47.
( ) البقرة، 155-156.
( ) يونس، 4.
( ) النساء، 17.
( ) آل عمران، 91.
( ) الشعراء، 88-89.
( ) المؤمنون، 23.
( ) الميداني، عبد الرحمن حسن حبنكة، العقيدة الإسلامية وأسسها، ط11، 1423هـ _ 2000م، دمشق، دار القلم، ص535.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص263
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الكلمات، ص20.
) ) لقد كان الأستاذ سعيد النورسي طوال حياته يهرب من الرياء وحب الظهور، وكان يتحلى بالإخلاص ونكران الذات لذلك أكرمه الله تعالى في الدنيا بنشر اسمه ورسائله في أرجاء المعمورة حيث ترجمت رسائل النور إلى أغلب اللغات التي يتحدث بها البشر ..فتأمل.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الملاحق، ص289.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الكلمات، ص866.
( ) سمو، الدكتور آزاد سعيد، سعيد النورسي حركته ومشروعه الإصلاحي في تركيا..
( ) الميداني، عبد الرحمن حسن حبنّكة، المصدر السابق، ص536.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الملاحق، ص156.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، المكتوبات، ص589.
( ) الحشر، 18.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الملاحق، ص45.
( ) الحديد، .20
( ) فاطر، 5.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص283.
) ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص282.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص278
( ) سمو، الدكتور آزاد سعيد، سعيد النورسي حركته ومشروعه الإصلاحي في تركيا، أطروحة دكتوراه، ص327.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، اللمعات، ص310.
( ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص284.
) ) بديع الزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص283.
( ) بديع اِلزمان سعيد النورسي، الشعاعات، ص230